القائل : من يصنع المعروف في غير أهله * يكن حمده ذماً عليه فيندم « ومن أعان ظالماً سلّطه اللّه عليه » . والآية الشريفة : ( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاّ المتقين ) . الآية ( 67 ) من سورة الزخرف . إذ ان الكل لم تكن غايتهم ودافعهم سوى مصالح شخصية ، لذا تراهم وقد انقلبت صداقتهم تلك إلى عداء . ولو أنهم صدقوا اللّه وأحسنوا النية لما كانت هذه عواقبهم ، وتلك نتائجهم . وقد وجدت أم المؤمنين تألب المسلمين خير فرصة لرد الأمر إلى تيم ، وهي تكاد لا تشك وان طلحة سيتولى الأمر إن قتل عثمان ، والحب يعمي ويصم ، حتى إذا رأت أهل المدينة والمسلمين من جميع الأصقاع والبقاع اجمعوا على نزع الخلافة من عثمان وان أبى قتلوه ، وقد أبى فلا بد من قتله ، فتوجهت ، وهذه أيام الحج إلى المكة وهي تسأل القادمين من المدينة عن نتيجة الحصار الثاني بعد أن نكث عثمان بعهده الذي عاهده للمسلمين وبعد أن بدل العهد بالأوامر المشددة للفتك بالمتظلمين . وهي اليوم وقد تركت ابن عمها طلحة وقد استولى على بيوت مال المسلمين في المدينة ومنع الماء والطعام من الخليفة المحاصر وفي أشد ما يكون عليه لخلعه ، أو قتله ، ولا بد من أحدهما . ولا تجد في نفسها من هو أحق من طلحة ابن عمها وأقرب الناس لأبي بكر ، وأحد أعضاء الشورى . وتحرض كل من تجده على تحويل الناس عن عثمان وتأييد طلحة ، حتى لتطلب من ابن عباس ذلك وهو أمير الحاج . وقبيل مغادرتها المدينة فقد أفتت بقتل عثمان ، وقالت : اقتلوا نعثلاً قتله اللّه . وهكذا تشبه عثمان بيهودي اسمه نعثلاً ، وتقول إنه عثمان قد غير وبدل ، وبالوقت نفسه تقول أيهً ذو الأصيبع ايهً بابن عم ، حتى إذا علمت أن عثمان قتل