أصبح عبد اللّه من أكبر أنداد من تعادي ، من علي وأولاده ، وبلغت بالزبير إن انقلب من حبه لعلي إلى مناوئ له بتأثير عائشة وابنه عبد اللّه ، وبعد أن كان الأيام الأولى لوفاة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وقيام السقيفة وغصب الخلافة من علي ( عليه السلام ) في صفه ، والمدافعين عن ذلك ، وإذا به بتأثير عائشة من ألد خصوم علي ( عليه السلام ) وفي مقدمة من يحاربه يوم الجمل . ولم يرق لعائشة ما رأت من تقلص نفوذها ونفوذ ذويها بتفوق الأمويين نساءً ورجالاً واختصاصهم بمال المسلمين والامارات والمناصب السامية ، وقد كانت تأمل أن تعود الزعامة والخلافة مرة أخرى تيمية بزعامة طلحة ، هذا الذي رفعه عمر حين جعله قريناً لعلي في يوم الشورى ، وهي اليوم تحوك لإعادة الخلافة إلى بني تيم ، كما وضعتها وحاكتها في عهد رسول اللّه لأبيها ، ناسية أنها وأبوها قد شدوا أزر هذه الفئة الباغية من آل أمية وأشياعهم لدرجة فلتت من أيديها ، وانها اليوم غيرها بالأمس ، على حد الآية الشريفة : ( ولا يحيق المكر السيء إلاّ بأهله ) أو المثل القائل : « من أعان ظالماً سلطه اللّه عليه » . فبدأت وقد وجدت صد عثمان عن الكتاب والسنّة وتصدقه بأموال ونفوس المسلمين وظلمه وانكار الصحابة ، وقيام المسلمين ضده واستنجادهم بعضهم ببعض ، ووجدت أن بيتها بدأ يعود مرجعاً للشكاوى من المتظلمين ، وقد اتخذ طلحة والزبير وأبنائهما المجال واسعاً لبناء المستقبل لهم ، فبدأ الواحد يشد إصر الآخر ، وبدأوا يألبون على عثمان ، ويساندون المهاجرين والأنصار ، وبدأت حملتها في شن الهجوم على أعمال عثمان الوضيعة ، وبدأت تجاهر بشتمه ، حتى إذا بلغه ذلك قصر من امدادها بالمال الذي أغدق عليها في بدء خلافته ، ولم يكن يهمها ذلك ، وهي اليوم لها ثرائها ويساندها أثرى الصحابة ، مثل طلحة والزبير ، اللذان مدهما عثمان بأموال المسلمين وأغدق عليهما الذهب والفضة . وصح قول