إلاّ قولك : قتل إمامكم مظلوماً ، فنحن نطلب بدمه ، فاستجاب له سفهاء طغام ، وقد علمنا أن قد أبطأت عنه بالنصر وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي أصبحت تطلب . وهذا معاوية يدعو ابن عباس إلى بيعته عند صلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) مع معاوية فبه يهدده ويتهمه بالشركة في قتل عثمان فيجيبه ابن عباس ومما قال : فاقسم باللّه لأنت المتربص بقتله ، والمحب لهلاكه ، والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره ، ولقد أتاك كتابه ، يستغيث بك ويستصرخ فما حفلت به حتى بعثت إليه معذراً بأجرة أنت تعلم أنهم لن يتركوه حتى يقتل ، فقتل مما كنت أردت ثم علمت عند ذلك أن الناس لن يعدلوا بيننا وبينك فطفقت تنعى عثمان وتلزمنا دمه ، وتقول : قتل مظلوماً ، فان يكن قتل مظلوماً فأنت أظلم الظالمين ، ثم لم تزل مصوباً ومصعداً وجاثماً ورابضاً تستغوي الجهال وتنازعنا حقّنا بالسفهاء حتى أدركت ما طلبت وان أدري لعله فتنة ومتاع إلى حين . راجع بذلك شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 58 . وكتاب آخر من ابن عباس لمعاوية قوله : أما ما ذكرت من سرعتنا إليك بالمساءة إلى أنصار ابن عفان ، وكراهتنا لسلطان بني أمية ، فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم تنصره ، حين صرت إلى ما صرت إليه وبيني وبينك في ذلك ابن عمك وأخو عثمان الوليد بن عقبة . أخرجه ابن أبي الحديد في ج 2 ص 289 . كما جاء في الإمامة والسياسة ج 1 ص 96 وكتاب نصر ص 472 . ترى ابن عباس في أحرج أوقاته مع معاوية المتغلب على أمر الخلافة بعد قتل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) والساعي لأخذ البيعة لنفسه بالتهديد والتنكيل كيف يقابله ابن عباس ؟ وإذا بمعاوية أخذ الداعين لمقتل عثمان والخاذلين له ، وهو يعلم أن لا مناص لعثمان وسياسته ، إما أن يجبر على الاعتزال أمام وثبة المسلمين ، أو يقتل فيفضل قتله ليتخذ منها ذريعة للأخذ بثأره ، للوصول إلى هدفه من الخلافة . وقد