أمية وأشدهم الذين حرضوا على قتله وأهابوا بالناس لذلك ، مثل ابن العاص ، وأم المؤمنين عائشة ، بعد مقتل طلحة والزبير . وإليك أهم الاسناد على أن معاوية في مقدمة المتربصين للفتك بالخليفة وخذلانه وخديعته ، حتى قتل ، لا كالصلحاء من الأمة الذين اجمعوا على قتله ، بل غدراً ومكيدة لاتخاذ وسيلة يتشبث بها لبلوغ مآربه ووسيلة يتوصل بها لاثبات ملكه وجمع شتات الخائنين الطامحين حوله وهكذا كان ، كما جاء في شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 57 . وأخرج البلاذري في أنسابه : أنه لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمده ( بقوله أن أهل المدينة كفروا وانهم يريدون عزله وقتله ويستنجد به أن يمده على جناح السرعة بجيش يقضي به على وثبتهم ) بعث معاوية يزيد بن أسد القسري ، وقال له : إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل : الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب ، قال : فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان ، فاستقدمه حينئذ معاوية فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه ، وإنما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه . ترى هنا معاوية أدرك أمرين في أنّ واحد لبلوغ هدفه بارساله هذا الجيش . 1 - انه ترك عثمان يصمم على عدم الاعتزال أملاً بورود الجيش وانقاذه . 2 - اسراع الواثبين عليه لقتله حذراً من تدخل معاوية وغيره . وهاك الدليل الثاني على صنع معاوية وخذلانه عثمان ما ورد في كتاب صفين لابن مزاحم ص 210 ، وما نقله ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 342 ، وابن الأثير في كامله ج 3 ص 123 ، والطبري في تاريخه ج 5 ص 243 . إن شبث بن ربعي خاطب معاوية : أنه واللّه لا يخفى علينا ما تقرر وما تطلب ، انك لم تجد شيئاً تستغوي به الناس ، وتستميل به أهوائهم وتستخلص به طاعتهم ،