responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 224


والتعذيب والظلم والقتل وأموال العامة لارضاء شهواتهم وأهوائهم وهو من ورائهم .
وقد كان بامكان معاوية وهو العارف بضعف عثمان وبامكانه اصلاح سيرته على أقل تقدير ، وهو العارف من أين تؤكل الكتف ، إذ قد استطاع من ضرب أخلص الصحابة وطردهم من مناطق ولايته ، وتبعيدهم واسترضاء السفلة من أهل الشام وارضائهم ، والاستحواذ على العامة بشتى وسائل الخداع ، وما كانت الشكاية إلاّ من الصحابة القائمين في المدينة ومصر والعراق ، وكان بامكانه أن يرشد عثمان بتقصير ولاته في مصر والعراق دون أن يتأثر هو في الشام ، بيد أن ما يرثوا إليه من الملك لا يتم إلاّ بقتل عثمان الضعيف ، المعزول حتماً ، إن لم يقتل لأن الأمة قد أجمعت على عزله بعد أن اعياها اصلاحه فهبت هبة واحدة ، وقد أدرك معاوية ذلك وانه إن عزل فوضعه في الشام تحت رعاية من يتولى الأمر بعده ، وليس له أمل بعد عثمان ، وتولي المهاجرين والأنصار وتغلبهم إلاّ وابعاد جميع الطلقاء والأمويين من الحكم وإعاضتهم بالصلحاء في الوقت الذي يريد أن يثبت الملك في بني أمية كما طلب أبوه أبو سفيان من عثمان ، وأن يجعلها كرة لا تخرج من أيديهم .
وإن قتل الخليفة عثمان خير وسيلة يتشبث بها ويتظلم لاغفال العامة وجلب العصبيات الباغية إلى خيبة من أولئك الغادرين الباغين المنافقين الذين لا يهمهم من الاسلام سوى السلطة الزمنية ولا يؤمنون بدين وآخرة ، وإذا به يتظاهر بإمداد الخليفة وارسال الجيش لحماية الخليفة بعد علمه بذلك من قبول اعتزال الخلافة ، وعندها الاسراع من المتجمهرين من قتله ، وعندها بلوغه الغاية فاعلان قتله مظلوماً للأخذ بثأره ممن قتل وخذل والّب وأوى وبسط نفوذه على الأمة ، وإذا به يجمع حوله أشد الخونة من أشرارها الذين كانوا السبب للوثبة على عثمان من آل

224

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست