responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 219


عثمان وهدده ، ولم يسكت عمرو من أن يجيب عثمان وظل يحرض عليه ، وأخص فيما يخص مصر ، وهناك في مصر ولابن العاص أعوانه ومساعديه الذين أثاروا ما أثاروا على عثمان ، ولم يكن قولهم وانتقادهم في عثمان وظلم عماله وسوء سلوكهم وإدارتهم واتباعهم الهوى وتركهم كتاب اللّه وسنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ حقيقة ، كأن لم يكن تهديد وتنديد عثمان بابن العاص من أنه لم يعامله بالشدة والحذر كابن الخطاب ، حتى تمادى ابن العاص في الظلم وكثرت الشكاوى عليه . فقد أصاب كل واحد الحقيقة في صاحبه ، كما دلت على ذلك النتائج والأخبار والحوادث .
ولم ينكر ابن العاص أنه أشد المثيرين على عثمان وأنه من الداعين إلى قتله حتى قتل . وهذا ابن العاص الذي لم يترك خطيئة إلاّ نسبها لعثمان ، من تركه الحدود وأعماله الظالمة وانتقاده المر له ، وإذا به يبيع دنياه لمعاوية الفاجر الكافر المنافق ، مقابل حصوله على ولاية مصر . وهذا ابن العاص نفسه الذي يطري علياً ، ولكنه في الوقت نفسه يظهر له الحقد والحسد والبغض ، ويميل عنه إلى الفئة الباغية ، فئة معاوية وبني أمية . وهذا ابن العاص يهاجم معاوية يوم توليه الحكم واعتراضه عليه لقصديته الحلجلية فيهتك بها نفسه وبني أمية .
ونحن اليوم إذا وقفنا أمام المذياع لدولتين متعاديتين نجد كل دولة تقدم نواقص الدولة الأخرى وتدلي بالاسناد والبراهين ، وأنت إذا أردت الوصول إلى الحقائق فما عليك إلاّ الاصغاء إلى المذياعين . كلما تجد ذلك في إذاعة ابن العاص وتشنيعه على عثمان ، وهو يظهر الحق إمام المسلمين ، ولكنه في الوقت يقوم وقام بأعمال يخجل من فضاعتها ذوي الضمائر والوجدان .
وإني الآن أقدم لك المصادر والاسناد لترى هذا الصحابي كيف لا يأبه أن يطعن بعثمان ويتهم نفسه ويطري أعداءه . وتقدم الحقائق التي برهنت على سوء سيرة

219

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست