responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 218


فسايره مسايرة المرؤس لرئيسه ، وتحمل منه ما كان يتفجر منه عند بعض خواصه متذمراً أقدار الزمان أن يكون أميره عمر بن الخطاب الذي كان في جاهليته لا يعد له شرف المحتد بالنسبة لأبيه ، ولطالما لعن الزمان إن جعله يصانع من لا يفتأ يتذكر أبوه الخطاب الذي كان يحتطب ويعيش على ذلك .
وقد أظهر كفاءة في إدارته تحت رقابة ابن الخطاب الحذر الغليظ أخص على عماله والذي كان يشاطرهم أموالهم ، كما مر في الجزء الرابع ، ما ذكرناه أعلاه ، وأما في زمن عثمان فقد أبقاه عثمان ردحاً من الزمن كما كان في ولاية مصر ، بيد سرعان ما ترى ابن العاص يغتنم فرصة نوم عثمان عن يقظته تلك التي وصفه بها ابن عباس ، كما مر حينما ذكرنا ابن عباس ، فبدأ عمرو بن العاص في تغيير سلوكه تجاه الأفراد المولي عليهم والقيام باعمال ما كان يعملها في عهد بن الخطاب ، فأعطى فرصة لأعدائه والطامعين بولاية مصر ، أخص منهم بني أمية وآل معيط ، وإذا بعثمان يخص عبد اللّه بن أبي السرح في الأموال وجباية الخراج ، وترك ابن العاص للصلاة والإمامة .
ولم يطل العهد حتى أفرد ابن أبي سرح بكلتاها وسلبها من عمرو بن العاص ، ومهما كان ابن العاص من الانحراف والنفاق والتلون بيد لم يكن يوماً ما بغيظاً من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والصحابة ، كابن أبي السرح ، ولا كان لابن أبي سرح اللياقة السياسية والمداهنة والإدارة كابن العاص ، ولم يكن ابن العاص ليسكت من عثمان لما أصابه من الإهانة والحيف . فجاء المدينة وأهاب بمن وجدهم من المسلمين والصحابة بما يفضح به بني أمية وعثمان والفضائع التي يقومون بها ، ولم يترك فرصة في المدينة أو خارجها إلاّ الّبها على الخليفة ، وحتى كان يشرح ترك عثمان للحدود والنصوص أمام كبار أهل البيت مثل علي ( عليه السلام ) وكبار الصحابة مثل طلحة والزبير ، وأمهات المؤمنين مثل عائشة ، وخارج المدينة ، حتى أرسل عليه

218

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست