فما باله اليوم يسأل سعداً وهو يعرف سعداً موتور من عثمان وأحد أعضاء الشورى وصهر عبد الرحمن وقرينه . ومثله مما نزل به من عثمان وآل أمية واليوم جاءا يتساءلان عن قاتليه ، وهما أشد عليه ولا يترقبان من اللّه ومن الناس إلاًّ ولا ذمة باتهام الأبرياء حينما يقول سمّه ابن أبي طالب ، وماذا يعمل ابن أبي طالب وقد دافع عنه حتى بات يخاف اللّه وبات يستحي من المسلمين المضطهدين أن يضعوه في صف الظلمة إذ يدافع عنهم . نعم عثمان يعرف ، وآل أمية تعرف حق المعرفة والجميع يعرفون علياً لا تأخذه في اللّه لومة لائم ، وإنه أقضى الأمة ، وإنه يعرف أعمال عثمان المنكرة التي هي أشد من القتل ، بيد يعرف ما تقوم على أثرها من الفتن . وأعود لأعلن عن نفاق هذا المنافق الفاجر عمرو بن العاص الذي وجد بغيته عند معاوية ، وان الطيور على أمثالها تقع ، فأين هو من العادل التقي البر الرؤوف ، وان يجد عنده مطامعه وقد أنهى بغيته بقتل عثمان ، واليوم يريد أن يشيد ملكاً لا يجده عند عليٍّ وآل الرسول ، بل تلك انما هي عند معاوية الكافر الفاسق الفاجر ، وآل أمية الأراذل الملاعين والطلقاء المستهترين والذين اتخذوا مال اللّه دولاً وعباده خولاً ودينه دغلا . قال الطبري في تاريخه ج 5 ص 121 ، عن أبي حبيبة : نظرت إلى سعد بن أبي وقاص يوم قتل عثمان دخل عليه ثم خرج من عنده وهو يسترجع مما يرى على الباب ، فقال له مروان : الآن تندم ! أنت أشعرته ، فاسمع سعداً يقول : استغفر اللّه لم أكن أظنّ الناس يجترؤن هذه الجرأة ، ولا يطلبون دمه ، وقد دخلت عليه الآن فتكلم بكلام لا تحضره أنت ولا أصحابك ، فنزع عن كل ما كُره منه وأعطى التوبة . وقال : لا أتمادى في الهلكة ، إن من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق ، فانا أتوب وانزع ، فقال مروان : إن كنت تريد أن تذبَّ عنه فعليك بابن أبي طالب فإنه