responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 209


متستر ، وهو لا يحبه . فخرج سعد حتى أتى علياً وهو بين القبر والمنبر فقال : يا أبا الحسن ! قم فداك أبي وأمي ! جئتك واللّه بخير ما جاء به أحد قط إلى أحد ، تصل رحم ابن عمك وتأخذ بالفضل عليه ، وتحقن دمه ، ويرجع الأمر على ما تحبّ قد أعطى خليفتك من نفسه الرضى . فقال علي : تقبل اللّه منه يا أبا إسحاق ! واللّه ما زلت أذب عنه حتى أني لأستحي ، ولكن مروان ومعاوية وعبد اللّه بن عامر وسعيد بن العاص هم صنعوا به ما ترى ، فإذا نصحته وأمرته أن ينحيهم استغشى حتى جاء ما ترى ، قال : فبينا هم كذلك جاء محمد بن أبي بكر فسار علياً فأخذ علي بيدي ونهض عليٌّ وهو يقول : وأي خير تؤتيه هذه ؟ فواللّه ما بلغت داري حتى سمعت الهائعة : أن عثمان قد قتل . فلم نزل واللّه في شر إلى يومنا هذا .
صدق علي ( عليه السلام ) فلقد حاول مراراً اصلاح الأمر وجلب رضا المسلمين واستتاب عثمان وأعطاه عهداً ، وإذ عاد للمسلمين وأعطاهم عهداً نكث عثمان وأراد أن أرسل للأمصار للفتك بمن تظلم من الرجالات المرموقين من الصحابة ، وزعماء المسلمين ، وقد قبضوا على رسائله المرسلة واعترف بختمه وغلامه ، وبعد تبرأ ، بل أزاد حينما خاطبه من إذن تتهم ، وإذا به يقول : اتهمك أنت ، وهو وبني أمية يعلمون كل العلم ببراءته ، ولو شاء أبو الحسن ( عليه السلام ) لتدخل التدخل المسلح في الأيام الأولى من السقيفة والقوم لا زالوا ضعفاء ، لا اليوم وأقطار الاسلام تحت زعامة بني أمية وأشياعهم .
نعم كلما يحقدون على أبي الحسن ( عليه السلام ) أنه الرجل المرموق بنزاهته في نظر المهاجرين والأنصار ، والرجل الذي تجمعت فيه كل صفة الخلافة من اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) والناس ، كل صفة الخلافة علماً وسابقة وتقوى وتجربة وفطرة ، وبرهن في كل أدوار حياته باخلاصه لدين اللّه وفي ذات اللّه ، وبني أمية تعلم ذلك ويعلم عثمان ومروان ، فهم يحنقون عليه ، إذ هو المعتمد الواقعي والملجأ

209

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست