بعتق غلامك ( سرجيس ) فاعتقه وقام في الصف معهم . وفي رواية أن علياً قال للزبير : أتطلب مني دم عثمان ؟ وأنت قتلته ، سلط اللّه على أشدنا عليه اليوم ما يكره . فاستجاب اللّه دعاء الإمام فقتل هو وطلحة . وجاء عن المسعودي في ج 2 ص 11 : أن مروان بن الحكم قال يوم الجمل : رجع الزبير ، يرجع طلحة ، ما أبالي رميت ها هنا أم ها هنا ، فرماه في أكحله فقتله . وبالامكان تفسير الرواية لقول مروان : رميت ها هنا أم ها هنا عن الزبير أم طلحة . أم هؤلاء ؟ أم جيش علي ؟ وأما ما مر من حديث عتق الزبير ليكفر عن قسمه لعلي فان كان مسلماً ومؤمناً فان مخالفة علي كفر ، وهو إن كان يؤمن بذلك لما حاربه ، فكيف يؤمن بالعتق والتكفير عن القسم ولا يخشى مخالفة إمام زمانه وقتل الأبرياء ؟ قبلها وبعدها ، وإقامة هذه الفتنة العظمى بين المسلمين ، فهنا ترى النفاق حتى بين الأب وابنه ، وخداع المرء حتى لنفسه ، وهذا أمرُّ النفاق وأشقاه ، وأعظم الفسق والكفر . وأقول الكفر لأن علياً ( عليه السلام ) نفس محمد ( صلى الله عليه وآله ) وحسب ما مر في الجزأين الأوليين : مبغض علي فاسق وكافر ، وإذا عدنا إلى آية الولاية ، قوله : ( إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) . الآية ( 55 ) من سورة المائدة ، وان نص الآية بالولاية للّه وللرسول ولعليٍّ ومخالفة علي ( عليه السلام ) هي مخالفة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ومخالفة النبي مخالفة اللّه ، وهو الكفر ، فأين من يعتقد بأن من أقسم وخالف فعليه الكفارة ، وهو يقوم بأعظم جناية بمخالفة ولي اللّه وقتل الأبرياء من المسلمين ، ومحاربة البررة الأتقياء من أحباء اللّه وأوليائه إلى خائب الفسقة الباغين وهو وطلحة وعائشة وبنو أمية ومن والاهم يعلمون حق العلم ، ان الإمام علياً على الحق وهم على باطل ، ولكنه الملك . جاء في نهج البلاغة ج 1 ص 254 لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في الزبير وطلحة :