الإمام بحديث رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) الذي قبله وترك الحرب ، ستجده كيف اشترك مع طلحة وعائشة في إثارة الفتنة العظيمة والحرب الطاحنة في البصرة ، وكيف قتل على يده ويد أعوانه العشرات بل المئات من خيرة الصحابة والمسلمين غدراً ، وقتلوهم صبراً دون ذنب أذنبوه ، أو جناية جنوها سوى أنهم لم ينصاعوا لأقوال الفئة الباغية المنكرة ولمحض اتبعوا الحق . وقد كان الزبير ممن أفتى بقتل عثمان بقوله : اقتلوه فقد بدّل دينكم . فقالوا له : إن ابنك يحامي عنه بالباب فقال : ما أكره أن يقتل عثمان ولو بدأ بابني ان عثمان لجيفة على الصراط غداً . رواه ابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 404 . وجاء في حديث وقعة الجمل لجمع من الحفاظ ، وما أخرجه الطبري ج 5 ص 204 ، والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 10 ، وابن الأثير في كامله ج 3 ص 102 : أن علياً خرج على فرسه فدعا الزبير فتوافقا فقال علي للزبير : ما جاء بك ؟ قال : أنت ! ولا أراك لهذا الأمر أهلاً ، ولا أولى به منّا . فقال عليّ : لست له أهلاً بعد عثمان . وعن المسعودي أجاب الزبير : أخرجني دم عثمان ، فأجابه علي : قتل اللّه أولانا بدم عثمان . وفي قول آخر : أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته ، كما أخرجه الحافظ العاصمي في زين الفتى . وفي حديث الطبري وابن الأثير قول عليٍّ للزبير : قد كنا نعدّك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرّق بيننا وبينك ، وعظم عليه أشياء فذكر أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مر عليها فقال لعليٍّ : ما يقول ابن عمتك ؟ ليقاتلنّك وهو لك ظالم . فانصرف عنه الزبير وقال : فإني لا أقاتلك ، فرجع إلى ابنه عبد اللّه ، فقال : مالي في هذه الحرب بصيرة . فقال له ابنه : إنك قد خرجت على بصيرة ، ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب ، وعرفت أن تحتها الموت فجبنت ، فاحفظه حتى أرعد وغضب وقال : ويحك إني قد حلفت له ألاّ أقاتله . فقال له ابنه : كفّر عن يمينك