دوني ، وإن كنت شريكهم في الأفكار لما أنكروه ، وما تبعة عثمان إلاّ عندهم ، وأنهم لهم الفئة الباغية ، إلى قوله ( عليه السلام ) واللّه إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون . فترى هنا كيف يصرح أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وهو الصادق نفاق هؤلاء وسيرتهم ، وانهم ليعلمون ببطلانهم وأحقية علي ، وأن بني أمية ليدرون وليعلمون حق العلم كبيرهم وصغيرهم ونساءهم ورجالهم إنما طلحة والزبير وعائشة كانوا أشد الناس على عثمان ، وان علياً بريء من دمه ، بيد لا يستقيم ملكهم بدون توجيه مثل هذه التهم . جاء في أنساب البلاذري ج 5 ص 105 : قوله : حدثني المدائني عن ابن الجعدية قال : مر عليّ بدار بعض آل بني سفيان فسمع بعض بناته تضرب بدف وتقول : ظلامة عثمان عند الزبير * وأوتر منه لنا طلحةٌ هما سعراها باجذالها * وكانا حقيقين بالفضحة فقال علي : قاتلها اللّه ، ما أعلمها بموضع ثأرها . وهذا سعيد بن العاص يلقى مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فيقول له : أين تذهبون ؟ وثاركم على أعجاز الإبل أقتلوهم ، ثم ارجعوا إلى منازلكم ، لا تقتلوا أنفسكم ، قالوا : بل نسير فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعاً . فخلا سعيد بطلحة والزبير فقال : إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر ؟ أصدقاني ، قالا : لأحدنا أينا اختاره الناس . قال : بل اجعلوها لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه . قالا : ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم ؟ قال : أفلا أراني أسعى لأخرجها من بني عبد مناف ؟ فرجع ورجع عبد اللّه بن خالد بن أسيد ، فقال المغيرة بن شعبة : الرأي ما رأى سعيد ، من كان ها هنا من ثقيف فليرجع ، فرجع .