نخبة من صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . فقد أخرج الطبري حديثاً ، قال : فقام طلحة والزبير خطيبين ( في البصرة ) فقالا : يا أهل البصرة توبة بحوبة . إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله . فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه . فقال الناس لطلحة : يا أبا محمد قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا . راجع تاريخ الطبري ج 5 ص 179 ، كما أتاهما عبد اللّه بن الحكيم التميمي لكتب كانا كتباها إليه فقال لطلحة : يا أبا محمد أما هذه كتبك إلينا ؟ قال : بلى ، قال : فكتبت أمس تدعونا لخلع عثمان وقتله حتى إذا قتلته أتيتنا ثائراً بدمه ، فلعمري ما هذا رأيك ! لا تريد إلاّ هذه الدنيا ، مهلاً إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من علي ما عرض عليك من البيعة ؟ فبايعته طائعاً راضياً ثم نكثت بيعتك ثم جئت لتدخلنا في فتنتك . راجع شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 500 . كما جاء في الإمامة والسياسة ج 1 ص 60 اعتراضات الناس على عائشة وطلحة والزبير حيث حرضوا على قتلة عثمان وقتلوه والآن جاءوا يريدون الفتنة . وجاء في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 101 عن أبي مخنف عن مسافر بن عفيف : أن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) خطب الناس قائلاً : اللّهم إن طلحة نكث بيعتي والّب على عثمان حتى قتله ثم عضهني به ورماني . اللّهم فلا تمهله ، اللّهم إن الزبير قطع رحمي ونكث بيعتي وظاهر عليَّ عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت . وإليك ما جاء في الاستيعاب من تذمر الإمام علي ( عليه السلام ) من طلحة ومن عاضده على قتل عثمان ، ثم إقامة الفتنة والحرب الطاحنة بين المسلمين ، ونفاقهم فيما يدعون وبهتانهم وكذبهم بما اقترفت أيديهم على غيرهم . قوله : إني منيت بأربعة : أدهى الناس وأسخاهم طلحة ، وأشجع الناس الزبير وأطوع الناس في الناس عائشة ، وأسرع الناس إلى الفتنة يعلى بن منية ، واللّه ما أنكروا عليّ شيئاً منكراً ، ولا استأثرت بمال ، ولا ملت بهوى ، وأنهم ليطلبون حقاً تركوه ، ودماً سفكوه ، ولقد دلوه