وقد كانت بنو أمية وجميع الصحابة يعلمون أن طلحة أشد الناس على عثمان ، وانه في مقدمة القاتلين . وقد أيدت ذلك الأخبار ، ولذا لما سارت العصبة الضالة من مكة إلى البصرة وفيهم طلحة والزبير وأبنائهم وعائشة وهم في مقدمة المحرضين والمنفذين قتل عثمان وقد اتحد معهم بنو أمية أخص مروان . وفي الطريق قالوا لهم : أين تذهبون ؟ فأجابوا : إنما نذهب للأخذ بثأر عثمان ، فأشار من أشار وسوف ندلي بهم أن ثاركم على أعجاز الإبل معكم يعنون طلحة والزبير وعائشة . وهكذا كان فقد رمى يوم حرب الجمل مروان طلحة بسهم فقتله ، وقال لأبان كفيتك شر أحد القاتلين . راجع بذلك تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 84 . كما جاء في الاستيعاب من عدة طرق عن طريق ابن أبي سبره ، ومن طريق قيس نقلاً عن ابن أبي شيبة ، وعن طريق وكيع واحمد بن زهير ، عن قيس بن أبي حازم وابن عساكر من طرق متعددة ، وابن حجر في الإصابة ج 2 ص 230 ، والحاكم في مستدركه ج 3 ص 370 ، والطبراني ، ومحب الدين الطبري في الرياض ج 2 ص 259 ، والبلاذري في الأنساب ص 135 ، عن روح ابن زنباع ، ومروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 11 ، والعقد الفريد ج 2 ص 279 ، والكامل لابن الأثير ج 3 ص 104 ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي ج 1 ص 132 ، وأسد الغابة ج 3 ص 61 ، ودول الاسلام للذهبي ، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 21 ، ومرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 97 . وقد أثبت طلحة والزبير بنفاقهما يوم جاءا البصرة يحرضان الناس للأخذ بالثأر من قتلة عثمان وقد اعترفا بذلك ، وإذا كان حقاً ندما كان عليهما أن يسلما أمرهما لخليفة المسلمين لتنفيذ الحكم عليهما بعد الاعتراف بالجريمة التي اعتقدا بها ، أو لولي عثمان الشرعي ليقتص منهما ، لا أن يقيماها فتنة يفتكان بالمسلمين ، وبينهم