وجاء في شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 404 : أن طلحة يوم قتل عثمان كان مقنعاً بثوب قد استتر به عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام ، وانه لما امتنع على الذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم طلحة إلى دار لبعض الأنصار فأصعدهم إلى سطحها وتسوروا منه على عثمان داره فقتلوه ، وان طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام ، بينما بايع الناس علياً بعد خمسة أيام من قتل عثمان ، وان علياً ساعد على دفنه ، ورغم ذلك اقعد طلحة أناساً يرمون من أراد دفنه بالحجارة ، ورجم سريره في الوقت الذي أريد دفنه إلى حائط بحش كوكب . وإنه دفن في وقت بين المغرب والعتمة ، ولم يشهد جنازته سوى مروان وابنه وثلاث من مواليه ، وقد أكمن طلحة هناك ناساً رموه بالحجارة وهم يصيحون : نعثل نعثل . راجع كتاب فضل عثمان للمدائني . وان الذي أمر بدفنه في مقابر اليهود انما هو طلحة ، كما ذكره الطبري في تاريخه ج 5 ص 143 والواقدي . وقد بدأ في أواخر الحصار يمنع طلحة من ايصال الماء إلى عثمان ، كما ذكر ذلك البلاذري في الأنساب ج 5 ص 71 و 90 ، بيد أن علياً أسعفه بذلك بينما كان يحاول طلحة منع الماء والطعام عنه ، كما جاء في الإمامة والسياسة ج 1 ص 34 . وجاء في الأنساب ج 5 ص 77 عن أبي مخنف والبلاذري عن طريق ابن سعيد ، قال : كان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار فبعث عثمان عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب إلى علي بهذا البيت : وإن كنت مأكولاً فكن أنت آكلي * وإلاّ فأدركني ولما أفرّق ففرق علي الناس عن طلحة فلما رأى ذلك طلحة دخل على عثمان ، فاعتذر فقال له عثمان : يا ابن الحضرمية الّبت عليَّ الناس ودعوتهم إلى قتلي ، حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذراً ، لا قبل اللّه ممن قبل عذرك .