وكان طلحة والزبير إلى الساعة التي جاهدا عثمان وطالباه وقتلاه لهما الحجة البالغة في أعمالهما بين المهاجرين والأنصار والمسلمين على عثمان وبني أمية ، ولم يستطع آل أمية أن يحتجوا على عمل طلحة والزبير وعائشة ببراءة أعمال عثمان وأعمالهم الدنيئة ، بل لا زال طلحة والزبير محقين إلى اليوم الذي بايعا علياً ، ولم يخزيا أنفسهما إلاّ بالنكث وإعلامهما الحرب على عليٍّ ( عليه السلام ) ولم تكن هذه الحرب إلاّ مثلاً من عواقب سيرة عثمان الذي قصد بالعهد له الخليفة الثاني تعمداً لابعاد الهاشميين ونصب كسرى العرب ويزيد ومروان وبنيه ، وعمر قد تنبأ بالمجازر ، وقبله أبو بكر باستبداده دون مشورة المسلمين والعهد إلى عمر وإعطاء ولاية الشام لمعاوية وخالد بن الوليد وأمثالهما . ورفع كفة الطلقاء وضرب الصلحاء من بني هاشم والمهاجرين والأنصار . وهاك صفحات من أعمال طلحة وتكتله مع المهاجرين والأنصار لايقاف وابطال اندفاع عثمان في أعماله غير المشروعة ، وعماله غير الشرعيين وتسلّطهم على أموال المسلمين ونفوسهم وتلاعبهم بدين اللّه . قال حكيم بن جابر : قال علي لطلحة وعثمان محصور : أنشدك اللّه إلاّ رددت الناس عن عثمان . قال : لا واللّه حتى تعطي بنوا أمية الحق من نفسها . أخرج ذلك الطبري في تاريخه ج 5 ص 139 ، وابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 168 . فكان علي يقول : لحا اللّه ابن الصعبة ، أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل . لأن علياً لا يخفى عليه نوايا عثمان وبني أمية ، كما لم يخف عليه نوايا طلحة والزبير . لذا قال ( عليه السلام ) : في طلحة في نهج البلاغة ج 1 ص 323 حينما بدأ طلحة يطالب بدم عثمان بهتاناً وزوراً وهو قاتله . قائلاً : « واللّه ما استعجل ( يقصد طلحة ) متجرداً للطلب بدم عثمان إلاّ خوفاً من أن يطالب بدمه لأنه مظنته ولم يكن في القوم أحرض عليه منه فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلبس الأمر ويقع الشك وواللّه ما صنع