responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 193


دفنه بالحجارة ، ومنع البكاء عليه حتى يدفن بمقابر اليهود ، كل ذلك مع سابق الاصرار والعمد والاستمرار في الغي ، وبعدها البيعة المختارة الصريحة الطائعة لعليٍّ ( عليه السلام ) وإعلانهما صراحة أن علياً لم يعطهما الحق من الملك ، هنا ظهرت النوايا الخبيثة وأنهم خانوا ضمائرهم وازدادوا خيانة ونفاقاً يوم طالبوا بدم عثمان وهما الذين قتلاه وعائشة ، وهما اللذان ألّبا عليه ، ومن ثم توجها لمطالبة علي بدمه ، وبرآ أنفسهما من الجناية التي إن صحت على حد قولهم فقد احتملوا بهتاناً وإثماً عظيماً على حد قول اللّه في الآية : ( ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرمي به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً ) . الآية ( 112 ) من سورة النساء .
هذا طلحة كان كأحد المهاجرين الذين توجهوا آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ، طالبين العدالة وإقامة حدود اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) من الخليفة وإذ كانت نياتهم وضمائرهم محشوة بغير ما نطقوا فقد قالوا كلمة الحق في عثمان ولكنهم أرادوا بذلك الباطل ، كما ظهر من نتيجة أعمالهم وعندها خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين . ومن كان يعترضهم أو يوصمهم بشيء لو ساروا بعد بيعتهم لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وهم يعلمون أنه الإمام التقي البر والوفي وصي وأخو رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) فلو أنهم ساندوه وعاضدوه ولم ينكثوا البيعة ولم يخونوا اللّه ورسوله ويلقون الفتنة بين المسلمين ويسببوا تلك الفتن والمجازر ، لما استطاع معاوية إقامة تلك الحرب في صفين ، ولا كانت بعدها حرب النهروان وازهاق أرواح عشرات الألوف من المسلمين ، وبالتالي قتل الإمام علي ( عليه السلام ) على يد الشقي ابن ملجم .
نعم كان عثمان مقتولاً بيد خيرة المسلمين ، وكان الذين ناصروه من أشرار المنافقين المبغوضين من اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، من أمثال مروان ، وكان طلحة باعتباره صحابياً مهاجراً لم يأل جهداً من المطالبة بعزله ، وبعدها قتله .

193

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست