الخمور والفجور ، وما كاد يعزله حتى يدليها إلى صبي من بني أمية هو سعيد ، وإذا بالآية تصدق : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاّ المتقين ) . الآية ( 67 ) من سورة الزخرف . والآن تعال معي إلى ندم عبد الرحمن بن عوف هذا لما توفي أبو ذر بالربذة ، وتذاكر معه عليّ في فعل عثمان قائلاً له : هذا عملك ، فيجيبه عبد الرحمن : إذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي ، انه خالف ما أعطاني . وأنا أتساءل : ما كنت تعني من كلمة خالف ما أعطاني ؟ ألم يقل لك أن يتبع سياسة وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، وقد سار عليها . إذ كل منهما سار برأيه واستبد باجتهاده ، وهكذا عمل عثمان . أم كان أعطاك عهداً غير هذا ؟ أو انه وعدك بالخلافة ؟ وأدناك كما أدنى أبا بكر وعمر ، ولم يفعل ، وهذا هو الأصح . راجع اسناد الخبر في أنساب البلاذري عن سعد حول ذلك ، وراجعه عن طريق عثمان بن الشريد ، قال : ذكر عثمان عند عبد الرحمن في مرضه الذي مات فيه فقال عبد الرحمن : عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه ، فبلغ ذلك عثمان فبعث إلى بئر كان يسقى منها نعم عبد الرحمن فمنعه إياها . وعن سعد أيضاً : أن عبد الرحمن أوصى أن لا يصلّي عليه عثمان . وأخرج البلاذري عن عبد اللّه بن ثعلبة ، كما أخرج ابن عبد ربه في العقد الفريد : بعد اعتراض عبد الرحمن على عثمان فيما فعله ، وقام به خلاف ما عاهده عليه أقسم أن لا يكلمه . وان عبد الرحمن بدأ يقاوم أقوال وأفعال عثمان ولا يأبه ، من الطعن فيه والتحريض عليه ، ومقاومته قولاً وفعلاً ، وظلا متخاصمين ومتهاجرين حتى مات عبد الرحمن . راجع تفاصيل ذلك في كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري ، والكامل لابن الأثير ج 3 ص 70 ، وتاريخ الطبري ج 5 ص 113 ، وتاريخ أبي الفداء ج 1