جانب ذلك فإنه يحابيه اليوم طمعاً أن يحابيه عثمان بالخلافة ، كما عمل صاحباه من قبل أبو بكر بعدها لعمر الذي حاباه ، وعمر لعثمان الذي كتب له العهد كاملاً ، وأبو بكر مغمىً عليه ، حتى إذا وقعت الواقعة وتمت المكيدة وتسنم عثمان رغم معارضة المهاجرين والأنصار وباقي الصحابة كرسي الخلافة وتوالت الأيام ، وإذا بعبد الرحمن يرى ما كان يرنو إليه ، إلا أن عثمان يبتعد عنه ، وأن عثمان الذي يغدق عليه بالمال يغدق على آل أمية وبني معيط الأضعاف المضاعفة ، وإذا بصبيان آل بني معيط وسفهائهم وفساقهم يتسنمون الولايات والحكم على رقاب الناس ، وإذا بشوكتهم تقوى ، وإذا به يحيك خلافة آل أمية وملكهم ويقوي عناصرهم ، وإذا بالصحابة المقربين في المدينة وخارجها في شتى أقطار البلاد الاسلامية يصيحون وا غوثاه ، من ظلم واستبداد هؤلاء الأوغاد ، وكلما بلغوا الخليفة عنهم عوض أن يسمع ويصغي ، وإذا به ينكل بالبررة الأخيار ويحابي آل أمية الأشرار ، وإذا بعبد الرحمن بن عوف تنهال عليه اللوائم ، وتوجه إليه الصيحات والصرخات . وكلما عاد إلى عثمان بلائمة غضب عليه ، وإذا به يتهمه بالنفاق . ويقول له : إنك لمنافق . وإذا به يطرده ، وإذا به يمنع التحدّث إليه ، ويهجره ، وإذا بعبد الرحمن يريد التخلص من شره وشر بني عمومته ، ولكن خانته الفرصة ، وإذا بعبد الرحمن يطلب من علي ( عليه السلام ) أن يجرد سيفه وهو أول تابع له على عثمان ، وإذا به يقول : عجلوا بمبادرته قبل أن يستفحل أمره . ولكن هيهات هيهات فقد استفحل أمره ، وإذا بصاحبه الذي عاضده في اثبات الخلافة وهو سعد بن أبي وقاص ، وهو الآخر من العشرة المبشرة الذي فتحت على يده شرق البلاد الاسلامية من العراق وإيران وبعدها ، وهو الوالي في زمن عمر بن الخطاب ، فإذا بعثمان يعزله ، ويولي بعده الوليد الفاسق الفاجر ، مدمن