responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 182


ومن اعلم وأدرى وأنصح من إمام الهدى وعلم التقى أبو الأئمة علي ( عليه السلام ) وصي رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وباب مدينة علمه حين كتب إلى أهل مصر لما ولي عليهم الأشتر قائلاً :
من عبد اللّه علي أمير المؤمنين : إلى القوم الذين غضبوا للّه حين عصي في ارضه ، وذهب بحقِّه فضرب الجور سرادقه على البرِّ والفاجر ، والمقيم والظاعن ، فلا معروف يستراح إليه ، ولا منكر يتناهى عنه . راجع تاريخ الطبري ج 6 ص 55 ، وشرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 29 ، ونهج البلاغة ج 2 ص 63 .
ترى أية صراحة هذه من الإمام علي ( عليه السلام ) أمير المؤمنين في عثمان وعمله وولادته .
وأما خطبته الشقشقية فحدث عنها ولا حرج ، ويا لها من خطبة يتعرض لها لما قاساه وكيف غصبوه حقه منذ مات رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وكيف تقمصها ابن أبي قحافة وابن الخطاب وهما يعلمان أنه قطب رحاها ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير ، حتى يقول في عثمان : إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى أن أنكت قتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته .
ما أعظم هذه البلاغة والفصاحة والكلام المستدل القليل الجامع الذي يتعرض به الإمام بوجز نبذة مختصرة من الحياة المريرة التي مرت بها الأمة الاسلامية ، وظلت تتخبط بنكباتها على أثر ذلك الغصب الأول ، وتوال الغصب والقتل الذي أدلى به أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) على أثر قتل عثمان .
ولم يكن أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) رغم ما مرت به من المزعجات ورأى عثمان وغصبته وتحديهم نصوص القرآن وسنن الرسول الأعظم سوى اسداء النصيحة والارشاد واصلاح ما استطاع اصلاحه دون أن يقتحم حرباً أو يثير ثورة ، وهو يعلم عواقبها ، كما حذر بها عثمان ما سمعه من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا ما صرح به ،

182

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست