responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 181


مأخوذة وأحيى بدعة متروكة ، وإني سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها ، وإني أنشدك اللّه أن تكون إمام هذه الأمة المقتول فإنه كان يقال : يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويثبت الفتن فيها ، فلا يبصرون الحق من الباطل ، يموجون فيها موجاً ويمرحون فيها مرحاً ، فلا تكونن لمروان سيِّقة يسوقك حيث شاء بعد جُلال السنِّ وتقضِّ العمر ، فقال له عثمان : كلّم الناس في أن يؤجلوني حتى أخرج إليهم من مظالمهم . فقال ( عليه السلام ) : ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه .
ترى كيف بين الإمام علي ( عليه السلام ) له أثر الإمام الجائر في حياته ومماته ؟ وكيف أنه يجور في حكمه ؟ وكيف يعرف الحق ويحيد عنه ؟ وانه فاقد الإرادة ، ومسيّر بيد مروان . حتى نراه بسكوته وعدم اعتراضه وقبوله ما قال فيه الإمام علي ( عليه السلام ) وانه سيرد ظلامة الناس فليكلمهم ، بيد لم تمر مدة حتى يعيده مروان وآل أمية إلى غيه وهذا الذي لم نجده عند عمر وأبي بكر ، من عدم الرضوخ إلى آراء آلهم وبني عمومتهم ، وانهم ساروا على سياسة وإن حادوا بها عن الشرع بنقض نص أو سنّة ، إلاّ أنهم اصلحوا أمراً آخراً وتظاهروا بالاصلاح الآجل ، وهذا فات عثمان فهو لم يصلح أجلاً ولا أنفاً أو مستقبلاً .
أما رأي الإمام علي ( عليه السلام ) في عثمان فهو رأي شابه بأنه إمام جائر حاد عن جادة الصواب ، وعاند واتبع أهواء أفراداً أمثال مروان ومعاوية وخالد وسعيد والحكم وأبا سفيان وابن أبي سرح واضرابهم ، يستشيره ويتبع آرائهم ، مخالفاً بها نصوص الكتاب وسنن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . وقد أنذروه ووعظوه ونصحوه فنراه عندما يداهمه الخطر ينقاد وينصاع للحقيقة ويرضخ لها ، بيد سرعان ما يعود بتأثير مروان وأقرانه حتى قتله عمله .

181

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست