وحاشاه ما اتهموه به أعداؤه المنافقين . وقد جاء في نهج البلاغة ج 1 ص 76 أنه قال عن قتل عثمان : لو أمرت به لكنت قائلاً : أو نهيت عنه لكنت ناصراً ، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول : خذله من أنا خير منه ، ومن خذله لا يستطيع أن يقول : نصره من هو خير مني ، وأنا جامع لكم أمره استأثر فأساء الأثرة ، وجزعتم فأسأتم الجزع ، وللّه حكم واقع في المستأثر والجازع . وقد فسره ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 158 قوله : غير أن من نصره . معناه أن خاذليه كانوا خير من ناصريه ، لأن الذين نصروه كان أكثرهم فساقاً كمروان بن الحكم واضرابه ، وخذله المهاجرون والأنصار . وقد صرح عليّ كراراً أن عثمان انحرف ومن ولاهم حادوا عن الكتاب والسنّة ، وانهم كفروا بعد ايمانهم واتبعوا أهوائهم . كما جاء في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 179 ما رواه الأعمش عن الحكم ابن عيينة عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت علياً على منبر الكوفة وهو يقول : يا أبناء المهاجرين ! انفروا إلى أئمة الكفر وبقية الأحزاب وأولياء الشيطان ، انفروا إلى من يقاتل على دم حمّال الخطايا ، فواللّه الذي فلق الحبة وبرئ النسمة أنه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة ، لا ينقص عن أوزارهم شيئاً . وقيل أن قيساً بن أبي حازم قال إنه بغض علياً لما سمعه قال ذلك ، ولما علم وضع تسلط بني أمية بعد مقتل الإمام علي ( عليه السلام ) كان يعذره تخلصاً من جور بني أمية . وقد وثقه ابن خراش وابن معين وابن حبان وابن حجر . فمن هو حمّال الخطايا الذي يقاتلون على دمه ؟ والذي يحمل خطاياهم إلى يوم القيامة ، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً ، غير عثمان ؟ وأما علي ( عليه السلام ) فهو رغم أفعال وأقوال عثمان وبني أمية ، فهو البريء المنزه عن