واعترف أن رسول اللّه أراد أن يدلي بالعهد لعلي ومنعه . راجع بذلك الجزء الرابع من الموسوعة ، ولا يأبه عثمان من نفي وتسفير أعظم الصحابة ، حتى بلغ به إلى تسيير علي من المدينة ، ووصمه بما شاء والاعراض عن نصائحه وارشاداته ، واني سأقدم لك بعضها : كما جاء في الرياض النضرة ج 2 ص 129 ، أخرجه ابن السمان من طريق عطاء : أن عثمان دعا علياً فقال : يا أبا الحسن إنك لو شئت لاستقامت عليّ هذه الأمة فلم يخالفني واحد ، فقال علي : لو كانت لي أموال الدنيا وزخرفها ما استطعت أن ادفع عنك أكف الناس ، ولكني سادلك على أمر هو أفضل مما سألتني : تعمل بعمل أخويك أبي بكر وعمر وأنا لك بالناس لا يخالفك أحد . كما أخرج الطبري ج 5 ص 96 ، وابن كثير ج 7 ص 168 ، والبلاذري في الأنساب ج 5 ص 6 ، وابن الأثير في الكامل ج 3 ص 63 ، وفي نهج البلاغة من كلام لعلي ( عليه السلام ) لعثمان لما اجتمع الناس إليه وشكو له ما نقموه على عثمان ، وقد دخل على عثمان وقال : إن الناس ورائي وقد استفسروني بينك وبينهم ، وواللّه ما أدري ما أقول لك ، ما أعرف شيئاً تجهله ، ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، انك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغكه ، وقد رأيت كما رأينا ، وسمعت كما سمعنا ، وصحبت رسول اللّه كما صحبنا ، وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك ، وأنت أقرب إلى رسول اللّه وشيجة رحم منهما ، وقد نلت من صهره ما لم ينالا ، فاللّه اللّه في نفسك ، فإنك واللّه ما تبصر من عمىً ، ولا تعلم من جهل ، وان الطرق لواضحة . وإذ اعلام الدين لقائمة ، فاعلم أن أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل ، هُدي وهَدى ، فأقام سنّة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ، وان السنن لنيرة لها اعلام ، وان البدع لظاهرة لها اعلام ، وإن شر الناس عند اللّه إمام جائر ، ضلَّ وضُلَّ به ، فأمات سنّة