ملايين الفقراء والمستحقين ليقدمها لذويه وآل أمية لاشباع مطامعهم وارضاء أهوائهم وتضعيف دين اللّه وآل اللّه والمسلمين البررة من المهاجرين والأنصار . وهذا قول أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) يخاطب به عثمان : يا عثمان : إن الحق ثقيل مرئ وإن الباطل خفيف ولئ ، وانك متى تصدق تسخط ومتى تكذب ترضَ . راجع أنساب البلاذري ج 5 ص 44 . والحقيقة أن الإمام علي ( عليه السلام ) لما غصب حقه منذ يوم السقيفة وأراد استرجاعه بغير القوة بل ارجاع الغاصبين عن غصبهم بوعظهم وارشادهم ، ورأى أنهم مصممون على المضي بما قاموا به والاستمرار عليه ، وهو الصابر في ذات اللّه والمطيع للّه ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) صبر وتجلد وبدا يصلح ما استطاع اصلاحه ويلبي ما شكل عليهم ، فدعوه إليه وظل ناظراً أمورهم ومتحرياً شؤونهم ، فكان أبا بكر وعمر يخلطون أعمالهم بقدر ما يستقيم لهم الأمر ويقدر ما يبعدون الناس عن آل البيت ( عليهم السلام ) وبني هاشم المزاحمين لهم باعين الصحابة المقربين ، فيكتفون بتوفيق تدوين السنّة والأحاديث لأنها تخالف استحواذهم على مقاليد أمور المسلمين دون أن يكون الخليفة علي وذرية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وهم الثقل الأصغر بعد كتاب اللّه ، ولم يألوا جهداً بإقامة حدود اللّه إلاّ إذا خالف ذلك سياستهم . فحصلت في زمن أبي بكر في الفترة القصيرة بعض الانحرافات ، من أبعاد آل البيت ( عليهم السلام ) والصحابة المقربين من شيعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وذريته المجاهدين لهم بالنصرة ، وتقريب أعوانهم والطلقاء كسعيد بن أبي سفيان ومعاوية أخيه وخالد بن الوليد وأمثالهم ، وزجّوا ما استطاعوا بالصحابة المقربين إلى حروب الشرق والغرب ، حتى إذا قضى أبو بكر وأولى بها لعمر اتبع أثره بتقوية آل أمية وأنصاره مثل عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وهم لا يهمهم من أمر الدين إلاّ مظهره ، ولا يهمهم إلاّ ارضاء الخليفة مهما حصل حتى إذا تطرق زمن عمر بدأ بانتهاج سياسته