حتى قتلوه ) قال عثمان مخاطباً الحسن ، ومن هو الحسن ( عليه السلام ) إلاّ سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والإمام المعصوم الطاهر هو وأبوه وأخوه وأمه ، كما جاء في آية الطهارة في أهل البيت : ( إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) : ان أباك يرى أن أحداً لا يعلم ما يعلم ، ونحن أعلم بما نفعل ، فكفّ عنّا ، فلم يبعث علي ابنه في شيء بعد ذلك . ومما ذكروا أن عثمان صلى العصر ثم عاد علياً في مرضه ومروان معه فرآه ثقيلاً فقال : أما واللّه لولا ما أرى منك ما كنت أتكلم بما أريد أن أتكلم به ، واللّه ما أدري أي يوميك أحب إليّ أو أبغض ، أيوم حياتك ؟ أم يوم موتك ؟ أما واللّه لئن بقيت لا أعدم شامتاً يعدّك كهفاً ويتخذك عضداً ، ولئن مت لأفجعن بك ، فحظي منك حظ الوالد المشفق من الولد العاق ، ان عاش عقَّه وإن مات فجعه . فليتك جعلت لنا من أمرك لنا علماً نقف عليه ونعرفه ، أما صديق مسالم وأما عدو معاتي ، ولا تجعلني كالمختنق بين السماء والأرض ، لا يرقى بيد ولا يهبط برجل ، أما واللّه لان قتلتك لا أصيب منك خلفاً ، ولان قتلتني لا تصيب مني خلفاً ، وما أحب أن أبقى بعدك . قال مروان : أي واللّه ، وأخرى أنه لا ينال ما وراء ظهرونا حتى تكسر رماحنا وتقطع سيوفنا فما خير العيش بعد هذا ؟ فضرب عثمان في صدره وقال : ما يدخلك في كلامنا فقال علي : إني واللّه في شغل عن جوابكما ، ولكني أقول كما قال أبو يوسف : فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون . راجع العقد الفريد ج 2 ص 274 ، والإمامة والسياسة ج 1 ص 30 . وكيف يرضى عثمان بنهي على تولية بني أمية وآل بني معيط أهم مناصب الدولة ، ومستشاره الأكبر الذي هو ظله مروان الوزغ ابن الوزغ ، واللعين ابن اللعين على لسان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد طردهم من المدينة ، وكيف يرضى منه وهو الذي ينهاه عن التلاعب بأموال المسلمين كالمالك الحر التصرف ، يحرم منه