والأنساب ج 5 ص 52 - 54 ، وصحيح البخاري في كتاب الزكاة ، والتفسير وطبقات ابن سعد ج 4 ص 168 ، ومروج الذهب ج 1 ص 438 ، وفتح الباري ج 3 ص 213 ، وعمدة القارئ ج 4 ص 291 ، وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 240 - 242 . وما جاء في الفتنة الكبرى ص 165 ، قول عثمان لعلي : ما أنت بأفضل من عمار ، وما أنت أقل استخفافاً للنص منه . وهل اكتفى بهذا ! بل عاود نفيه إلى الينبع واستدعائه كلما ألمت به لائمة ، وجده فيها المنقذ الوحيد ولا يأبه أن يعيد نفيه . وفي مرة يرسل عثمان برسالة لعليّ بيد ابن عباس ليخرج إلى ينبع ، فيقول الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عباس : يا بن عباس ! ما يريد عثمان إلاّ أن يجعلني جملاً ناضحاً بالقرب [1] أقبل وأدبر ، بعث إليّ أن أخرج ثم بعث إليّ أن أقدم ، ثم هو الآن يبعث إليّ أن أخرج ، واللّه لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً . ولقد كان الناس أخص منهم صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يعرفون مقام علي ( عليه السلام ) وفضله الذي لا يضاهيه غيره ، ويعرفون أن عثمان مهما بلغ بالخلافة بيد لا يستطيع أن ينسى أو يتناسى مقام علي الأسمى ، فكان الناس كلما داهمتهم مصيبة بيد عثمان وعماله وضاقت بهم وبالمهاجرين والأنصار الظروف من التكلم أو التظلم من عثمان وعماله جاءوا أبا الحسن يشكون ويرجون ويلتمسون المخرج . وعندها يرسل على ابنه الحسن ( عليه السلام ) لعثمان ، وحينما أكثر عليه ( ولا يخفى ما لتأثير مستشاريه من بني أمية ، أخص منهم مروان ، هذا العنصر الخبيث الوزغ اللعين على لسان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والذي كان يتلاعب بأفكاره ويسيره كيفما شاء
[1] الناضح : البعير يستقى عليه . والقرب هو الدلو العظيمة .