والملاعين ، وابعاده أحباء اللّه ورسوله ، وحرمانهم من حقوقهم المشروعة ، وتقديمها لآل أمية وبني معيط وضرب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . والمسلمين يعرفون مقام علي ( عليه السلام ) فيلجأون إليه صارخين مستغيثين ، ويقدموه شفيعاً وأميناً إلى عثمان ، فيغيضه ذلك ، فيرفض الكثير الأعظم لتبديل الولاة الفاسقين أمثال الوليد شارب الخمر الفاسد الأخلاق ، فيرفض ولا يأبه ، وأحياناً يضطر لقبول أو تخفيف غائله ، وقد يغضب على المتشفع والشفيع فنراه يحسب ذلك تحيزاً لعلي أولهم أو تحدياً على أهوائه ، فيتفوه بكلمات بعيدة عن الأدب والعلم بمقام علي والصحابة ، ولطالما خاصم علياً ووجه له الكلام اللاذع ، بل وفوق اللاذع والإهانة المحضة . مما مر ذكر ما جرى لعلي ومعه وما سيأتي في مقابلاته مع عثمان من أجل أبي ذر الغفاري وعمار وابن مسعود وغيرهم ، حتى بلغ به الأمر إلى ابعاد علي عن المدينة ، تلك الأقوال والأفعال المشينة التي يأباها كل حر أبي ومسلم له ذرة من الايمان والانصاف والأدب والفضيلة . وارسال الكلمات المنافية لمقام الإمام علي والجمل المشينة واشفاعها بأعمال كانت من مخازي أعماله ، وإذا ما ذكرنا بعض الروايات والأحاديث المنقولة يستنبط النابه الذكي كم قاسى الإمام علي ( عليه السلام ) من عثمان تجاه نصائحه ومساعداته ، يقصد اصلاح شؤونه وشؤون الأمة الاسلامية ، ورفع الحيف عن كاهل المخلصين المؤمنين البررة من الصحابة المقربين المضطهدين . وعثمان يعرف ما لخصناه أعلاه من فضائل علي ( عليه السلام ) ومقامه من اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) . فيخاطب علياً متحدياً إياه ومتحيزاً لمروان الطريد اللعين ابن الطريد اللعين بقوله : ما أنت بأفضل عندي من مروان ولم لا يشتمك مروان . راجع ابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 370 - 375 في قصة أبي ذر ،