النص حتى بلغ به الحد ، كما مر لايقاف النصوص القرآنية ، وهو كلما اضطر إلى حل مشكلة توسل إلى الإمام علي وهو يعلم مقامه العلمي والقضائي والروحاني ولا يأبه أن يستعين به كما مر وان يخالفه كلما وجد ما فيه غاياته ومراميه السياسية ، مهدداً ومشدداً دون خوف أو حذر منه ، وهو القائل : عجزت النساء أن يلدن مثل ابن أبي طالب ، وهو القائل : لولا علي لهلك عمر ، وهو القائل : لو وليها لأقامكم على الصراط المستقيم ، وقد مرت باسنادها . نعم رغم كل ذلك وهو يعرف مقام غيره ، وانه ليس هناك من يضاهي علياً في خصلة من خصاله مهما كانت السبقة ، والشجاعة ، والعلم ، وقربه من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وما ورد فيه في الكتاب ، وما أوصى به رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي عدله ، وفي تقواه ، وغيرها . وإذا به لا يكتفي أن يحيلها إلى عثمان إحالة محكمة ويخلق لعليّ أعداءً ، وخصوماً في كل مكان من أعضاء الشورى ودونه معاوية وابن العاص وأمثالهما . وعمر رغم حذره بيد أنه قد صرح وكنى بكل ذلك ، وقد أخبر عثمان بعدم لياقته ، وانه سيوليها إلى آل معيط وبني أمية ، وانه سيقتل لسوء تصرفه ، بيد وهو يعلم حتى لو قتل عثمان فهناك أمثال معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة ، وهم ألد أعداء علي ، وهناك طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص الخصوم الجدد الذين خلفهم له ، أعضاء متساوين لعلي بالصوت بل وأقوى حينما أحال الصوت الأقوى إلى عبد الرحمن بن عوف صهر عثمان ، وسعد صهر عبد الرحمن . وهكذا نرى عمر يتعمد بوضع نواة الفتنة الكبرى في الاسلام ، حتى نمت بمجيء عثمان هذا الأموي الذي ما كاد يضع قدمه حتى جمع حوله كل خصوم الاسلام من لعناء رسول اللّه وطردائه ، من المنافقين والفاسقين المتمردين ، بل