الاسلامية لمديد المساعدة لانقاذ أخيه الانسان ، أخيه المسلم من تعاسته وشقائه بدرجة انقاذه من الجوع ، ومن العري ، ومن المصائب ، ومن الغرق ، ومن الحريق ، ومن الجهل ، ومن المرض ، ومن كلما يشقيه ، وما يجلب له السعادة ، المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « حب لأخيك المؤمن ما تحبه لنفسك ، واكره له ما تكره لها » . وعدى ما ذكرنا من الآيات والروايات ، فهناك الآيات الجمة التي جاءت في كتاب اللّه الحاكمة ، من بذل النفوس والأموال في الجهاد والدفاع ، جهاد الأعداء في ساحات الحروب ، وجهاد الأعداء من النفوس الخبيثة ، ومنها جهاد المرء نفسه الأمارة بالسوء ، وربما كان لكل جهاد حدوداً من الانفاق ، بالنفس والمال . فالحدود الأصلية في الاسلام في الأموال كما ذكرنا في الخمس والزكاة ، ولكن انفاق المرء في البر والاحسان في غير تلك الموارد قد يبلغ أحياناً نفس درجة الوجوب ، وإن لم يكن في كثير من الأحيان واجب ، فالخمس والزكاة مهما تطورت الحياة الاقتصادية وتحسنت ، بحيث لا تجد مريضاً أو فقيراً أو سائلاً أو ابن سبيل ، أو غير ذلك ، بيد أن تقديم الخمس والزكاة يجب أن تقدم إلى مولى الشرع ، رغم كل ذلك ، لأنه فرض إذا كمل حد النصاب في الأموال المفروض عليها التكليف . بيد في ما عداها ليست فروض دائمية إلاّ إذا وجدت ، فهناك يكون المرء مكلفاً سد عوز المسكين والفقير والمريض ومستحق المساعدة المادية والمعنوية ، والمادية المالية أو المساعدات النفسية واليدوية والمعنوية ، من الارشادات والهدايا والنصح والتعليم ; من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وربما كانت أحياناً أوجب الواجبات الملقاة على كاهل الانسان ، وكل انسان في حياته عليه تكاليف جمة انسانية .