قوله ( صلى الله عليه وآله ) : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » . وقوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) . الآية ( 104 ) من سورة آل عمران . وقوله تعالى : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة ) . الآية ( 177 ) من سورة البقرة . فترى أن البر في اتيان المال في الموارد المذكورة للمعوزين غير الزكاة . وترى وصايا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وآيات اللّه كيف تحث المسلمين عليها باسم البر ، وكيف أنها غير الخمس والزكاة الواجبة ولها الأثر العظيم باكتساب الثواب وخير الدنيا والآخرة . وكيف أن التارك للخمس والزكاة له العقاب الصارم في الدنيا والآخرة . هذه الآيات وغيرها حثت أبو ذر وهو يرى أن الخليفة بعيد كل البعد عن جباية الصدقات والخمس والزكاة وتوزيعها على مستحقيها من ذوي الفاقة ، بل العكس يرى توزيعها على أخبث أفراد الأمة وأشقى أفرادها من بني عمه ، وأفراد الأمة ومستحقيها في العوز والفاقة ، ويرى ويسمع أن ذرية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبوهم وصي رسول اللّه وأخوه لا حول له ولا قوة أمام هذه الطغمة المتغلبة من بني أمية المردة . لذا جاهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرة مع الخليفة ، وأخرى مع بني أمية ، أمثال معاوية ، وثالثة على الصحابة الآخرين ، ورابعة لإثارة الوعي العام ، مضحياً بكل ما عنده من نفس ومال ، وهو يعلم حق العلم لو أراد دنياهم وصافقهم ووافقهم لنال مثل غيره ، وهو رغم كل ذلك إنما أراد إقامة أحكام الكتاب وسنن رسول اللّه الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ولكن :