جاء في طبقات ابن سعد ص 164 من طريق عبادة بن الصامت عن أبي ذر ، وهو الصادق البر التقي على لسان رسول اللّه أنه ( صلى الله عليه وآله ) أوصاه بسبع خصال فقال : أوصاني ( صلى الله عليه وآله ) بسبع : بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن انظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأمرني أن لا اسأل أحداً شيئاً ، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت ، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مراً . وأمرني أن لا أخاف لامة لائم ، وأمرني أن أكثر من ( لا حول ولا قوة إلاّ باللّه ) فإنهن من كنز تحت العرش . ولا شك أن عثمان يعرف أبا ذر حق المعرفة ، ويعرف صفاته ويعرفه أنه من صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) المقربين ، ويعرف ما نعته به رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، ورغم ذلك نراه يوصمهُ بالكذب رغم صدقه ويسبه فيقول له : لا أم لك ، فيجيبه : أنك تحكم بي حكم الجبابرة ويقسم له باللّه : ما وجدت لي عذراً إلاّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي التي أقامت عثمان وأقعدته وهو لا يرى أحكام اللّه وسنن نبيه ووصاياه ، بل يرى له القدرة والسلطة وله ما يشاء ، فهو السلطان المطلق ، ويريد أن يخمد كل من يستنكر أعماله المخالفة للشرع ، ويهدم كلما يحول دون بلوغ آماله من وضع السلطة والسيطرة ، بيد بني أمية ، ولا يهمه من قال وما قال . فهو يخاطب علياً الذي قام الاسلام بسيفه وحنكته واخلاصه ، وأشاد به اللّه في آياته المحكمات ووثقه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأعلى مقامه ، وصي رسول اللّه وأخوه وولي المؤمنين وأميرهم ، فيجعله نداً وقريناً للعين الطريد من اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) مروان ، ويقول له : ما أنت بأكرم عليّ من مروان ، ويقول له : أقده . الواقع ان المسلمين كيف يتلقون من عثمان هذا التجري ، بعد أن عرفوا أن مبغض علي كافر ، وبعد أن عرفوا أن من خاصم علياً منافق ، وأنه أعلم وأتقى وأعدل الأمة وأشجعها وأزكاها ، وأنه نفس رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأنه الذي طهّره اللّه في آية الطهارة ، وأنه ولي اللّه في آية الولاية .