وبعد أن توسط عثمان لرسول اللّه ولأبي بكر وعمر من رد الحكم وولده فأبوا ، وبعد أن عرف ما ورد في الحكم ونفاقه في القرآن ، كل ذلك لم يمنعه ويأتي به ويجعله علماً ونكيلاً وخصماً على أحباه اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) والظالمين بعضهم أولياء بعض . ولقد حاول بنو أمية كل المحاولات للدس والتحريف في كل ما يشوه الحقيقة ويفضحهم في زمن معاوية وآل مروان فلم يألوا جهداً من حط كرامة آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والعترة الطاهرة والصحابة البررة الذين ظلوا على ما عاهدوا عليه رسول اللّه . وبالعكس من رفع شأن أعدائهم واندادهم فرشوا واشتروا الضمائر المدنسة الخبيثة أمثال أبي هريرة ، لرفع ما قالوه إلى مقام الرسالة ، ولكن كيف تخفى الحقائق على المخلصين المؤمنين لما فيها من تناقض . وقد أيد الغاصبون بعدهم من بني العباس ذلك بترك ما أحدث هؤلاء ، لما في ذلك من تثبيت ملكهم وتأكيد دعواهم . ومما حاولوا تشويهه حاولوا تشويه دعوى العبد الصالح والصحابي العظيم أبي ذر واسدال وجه من الحقيقة لعثمان وبني أمية الجناة . وإذا بهم يروون عن كذابين وضّاعين ، أمثال سيف والسري وشعيب وعطية ويزيد الفقعسي ، هؤلاء وأضرابهم ، والذين فضحهم اللّه بعد ألف ونيف من السنين على يد الغيارى من المحققين ، وإذا بالطبري وابن أثير وابن عساكر وابن خلدون وأبو الفداء وأضرابهم ، أخذ الواحد عن الآخر ، وإذا بالأصل المنسوب للطبري لا أصل له كابن السوداء ، وابن سبأ ، وإذا بهم جميعاً نقلوا ما أصبح فضيحة عليهم وعلى كتاباتهم . راجع ما كتبه العلامة أبو رية في كتابه ( أضواء على السنّة المحمدية ) والمحقق العلامة السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد اللّه بن سبأ .