يخاطبه إنها الملوكية فلا يخرجنها من آل أمية ، وليس هناك لا جنّة ولا نار . وهذا معاوية ابنه ، وما سمعت عن دعاء رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) عليه والتحذير عنه . وأولئك بنو الحكم الملاعين المطرودين من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يقدمهم عثمان على آل بيت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والصحابة الأتقياء المقربين ، ويولّيهم على رقاب المسلمين وأموالهم وإدارة شؤونهم ، وكل منهم لا يهمه إلاّ اشباع هواه واتباع شهواته الدنية ، والإطاحة بكل ناصح مرشد ، أو آمر بمعروف ، أو ناه عن منكر . وعوض الاصغاء والتروي والكف ، فإذا كل منهم ، وفي رأسهم عثمان لا يألون جهداً من كيل التهم للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بقولهم إنما يريدون إقامة الفتن وتشتيت كلمة المسلمين ، وايجاد التفرقة والنفاق . انظر كيف يحرّفون الكلم عن مواضعه ، وكيف يعاملون الأتقياء البررة الخلّص بالتهم والإهانة والتنكيل والزجر والتحقير ، وبعده الضرب والتعذيب والسب والنفي والموت . فماذا عمل أبو ذر فاستغشوه ؟ غير أنه نصحهم وغير أنه تلا سنن نبيه ، وآيات كتاب اللّه يوعظ به الغافلين ويهيب بالمسلمين إلى الخطر الداهم والدين المضاع . وهل تجد النتائج إلاّ من أهداف الخليفة وأغراضه إلى تقديم الطالح وضرب الصالح ، حتى يستقيم له الأمر ويدرك نواياه . فأين العهد الذي عاهد عليه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) واتباع كتاب اللّه وسنّة رسوله . وأين وصايا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يوم قال : إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي من تمسك بهما نجا ومن تخلّف عنهما هوى .