responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 145


علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعقيلاً أخاه ، وحسناً وحسيناً ( عليهما السلام ) ، وعماراً ، فإنهم خرجوا معه يشيعونه فجعل الحسن يكلم أبا ذر ، فقال له مروان : ايه يا حسن : ألا تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل ، فان كنت لا تعلم فاعلم ذلك ، فحمل علي على مروان فضرب بالسوط بين أذني راحلته ، وقال : تنح نحاك اللّه إلى النار . فرجع مروان مغضباً إلى عثمان فأخبره الخبر فتلظى على عليٍّ ، ووقف أبو ذر فودعه القوم ومعه ذكوان مولى أم هاني بنت أبي طالب ، قال ذكوان : فحفظت كلام القوم ، وكان حافظاً .
فقال علي : يا أبا ذر إنك غضبت للّه ان القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى ونفوك إلى القلا ، واللّه لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقاً ثم اتقى اللّه لجعل له منها مخرجاً ، يا أبا ذر ! لا يؤنسنك إلاّ الحق ولا يوحشنك إلاّ الباطل . ثم قال لأصحابه : ودعوا عمكم ، وقال لعقيل : ودع أخاك .
فتكلم عقيل فقال : ما عسى أن نقول يا أبا ذر ! وأنت تعلم إنا نحبك وأنت تحبنا ، فاتق اللّه فان التقوى نجاة ، واصبر فان الصبر كرم ، وأعلم أن استثقالك الصبر من الجزع ، واستبطاءك العافية من اليأس ، فدع اليأس والجزع .
ثم تكلم الحسن فقال : يا عماه لولا أنه لا ينبغي للمودع أن يسكت وللمشيع أن ينصرف لقصر الكلام وإن طال الأسف ، وقد أتى من القوم إليك ما ترى فضع عنك الدنيا بتذكر فراغها ، وشدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيك ( صلى الله عليه وآله ) وهو عنك راض .
ثم تكلم الحسين فقال : يا عماه إن اللّه تعالى قادر أن يغيّر ما قد ترى ، اللّه كل يوم هو في شأن ، وقد منعك القوم دنياهم ، ومنعتهم دينك ، فما أغناك عما منعوك وأحوجهم إلى ما منعتهم فاسأل اللّه الصبر والنصر واستعذ به من الجشع والجزع ، فان الصبر من الدين والكرم ، وان الجشع لا يقدم رزقاً ، والجزع لا يؤخر أجلاً .

145

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست