بالربذة ويتولى مواراتي نفر ممّن يردون من العراق نحو الحجاز . وبعث أبو ذر إلى جمل له فحمل عليه امرأته وقيل ابنته ، وأمر عثمان أن لا يتجافاه الناس حتى يسير إلى الربذة ، فلمّا طلع عن المدينة ومروان يسيره نحوها إذ طلع عليه علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، ومعه ابناه وعقيل أخوه وعبد اللّه بن جعفر وعمار بن ياسر ، فاعترض مروان قال : يا علي إن أمير المؤمنين قد نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر في مسيره ويشيعوه فان كنت لم تدر بذلك فقد أعلمتك . فحمل عليه علي ابن أبي طالب بالسوط بين اذني راحلته ، وقال : تنح نحاك اللّه إلى النار ، ومضى مع أبي ذر فشيعه ثم ودعه وانصرف . فلما أراد الانصراف بكى أبو ذر وقال : رحمكم اللّه أهل البيت إذا رأيتك يا أبا الحسن وولدك ذكرت بكم رسول اللّه . وقد روى ذلك البلاذري في الأنساب والواقدي واليعقوبي وابن سعد ، كذلك أبو يعلى عن طريق ابن عباس ، ومما قاله : إن أبا ذر استأذن عثمان فقال : إنه يؤذينا ، فلما دخل قال له عثمان : أنت الذي تزعم أنك خير من أبي بكر وعمر ؟ قال : لا ، ولكن سمعت رسول اللّه يقول : « إن أحبكم إليّ وأقربكم مني من بقي على العهد الذي عاهدته عليه وأنا باق على عهده » [1] . وجاء في نهج البلاغة ج 1 ص 247 ، و ج 2 ص 375 - 387 ، تفصيل قصة أبي ذر عن أبي بكر احمد بن عبد العزيز الجوهر في كتاب السقيفة عن عبد الرزاق عن أبيه عكرمة عن ابن عباس قال : « لما أخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في الناس : أن لا يكلم أحد أبا ذر ولا يشيعه ، وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به فخرج به وتحاشاه الناس إلاّ
[1] ومنه نعرف من كلام أبي ذر أن أبا بكر وعمر وعثمان لم يبقوا على العهد .