responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 142


وصادقاً يكذب واثرة بغير تقى ، وصالحاً مستأثراً عليه .
ويحاول معاوية كعادته ارشاء ذوي المطامع وصم آذانه وسد فمهم بالرشوة والعطايا من مال اللّه ومال المستحقين من المسلمين ، فيرسل إلى أبي ذر العطايا ، فيأبى أخذها ، وإن أخذها أنفقها على مستحقيها بنفس اليوم ، وهو يدري ما يريد معاوية وماذا يعمل ويسرق ، وينبه ويتلو على مسمع منه الآيات التي يخالفها معاوية وابن عمه عثمان ، الآية ( 34 ) من سورة التوبة : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ) وغيرها التي سيرد ذكرها . تلك التي يريد بها عثمان ومن كال له من أموال المسلمين وجمعوها وكنزوها .
فيكيد له معاوية بارساله له مالاً ويأتيه بعد يوم يطالبه به كونه أرسله خطأً فيراه قد أنفقه . وعندها يمنع الناس من التقرب إليه ، فيراه لا يجديه نفعاً ، بل يزيد إلى أعماله المنكرة ، فيشكوه إلى عثمان ، ويعلن خطره عليه ، فيطلب ارساله على قتب ، فيحمله هذا على قتب بقيادة خمسة من الصقالبة الأشداء ، يسوقونه دون رحمة وهوادة إلى المدينة بسرعة خاطفة ، حتى تسلخت لحوم افخاذه وكاد يموت ( 1 ) .
هكذا أطاع معاوية هو الكائد المتشفي كلام عثمان حين قال له : أما بعد فأحمل جندباً إليّ على أغلظ مركب وأوعره ، فوجّه معاوية من سار به الليل والنهار .
هكذا جاء في أنساب البلاذري ومذ قابل عثمان في المدينة خاطبه قائلاً : تستعمل الصبيان وتحمي الحمى ، وتقرب أولاد الطلقاء . فنفاه إلى الربذة ولم يزل بها حتى مات .
وذكر المسعودي في مروج الذهب أن أبا ذر حينما أرسله من الشام إلى


( 1 ) راجع مروج الذهب للمسعودي .

142

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست