فيؤلبون عثمان على الصحابي العظيم فيأمره بالكف عن تلاوة كلام اللّه فيأبى قائلاً : فواللّه لان أرض اللّه بسخط عثمان أحبّ إليّ وخير لي من أن أسخط اللّه برضاه . فيثور عثمان عوض أن يتعظ ويتحين الفرص للوقيعة بالصحابي الجليل عوض الاصغاء والتبجيل . ونرى عثمان يبعده للشام فيثور معاوية الفاسق المجرم حينما تفضح ألاعيبه وأعماله وتبذيره في بناية الخضراء وإسرافه فيقول له : يا معاوية إن كانت هذه من مالك فهو الاسراف ، وإن كان من مال اللّه فهي الخيانة ، فيعود أبو ذر قائلاً : واللّه لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، واللّه ما هي في كتاب اللّه ولا سنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، واللّه إني لأرى حقاً يطأ ، وباطلاً يحيى ، وصادقاً يكذب ، وامرة بغير تقى ، وصالحاً مستأثراً عليه . فيحمل إلى عثمان بتحريض معاوية . وأمر عثمان على قتب حتى كاد يهلك . وبعد توبيخه ينفيه إلى الربذة . راجع أنساب البلاذري ج 5 ص 52 و 54 ، وصحيح البخاري في كتابي الزكاة والتفسير ، وعمدة القارئ ج 4 ص 291 ، وفتح الباري ج 3 ص 213 ، وابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 240 ، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 148 ، ومروج الذهب ج 1 ص 438 ، وطبقات ابن سعد ج 4 ص 168 . ومما نشره أبو ذر من الحقائق والذي أثار بها عثمان حديثاً عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وقد مر هذا الحديث وصحته ما ورد عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في الحكم وأولاده ، منقولاً عن الواقدي والمسعودي : « إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا عباد اللّه خولاً ومال اللّه دولاً ودين اللّه دغلاً » . وجاء في كتاب السفيانية للجاحظ عن جلام بن جندل الغفاري قال : كنت غلاماً لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلافة عثمان فجئت إليه يوماً أسأله عن حال عملي إذ سمعت صارخاً على باب داره يقول : أتتكم القطار بحمل