الربيع » . ويهدد أولئك الذين ابتزوا أموال المسلمين بمنح عثمان بقوله : « ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل ما أعطاه من مال اللّه فهو مردود في بيت المال » . فكان هذا انذار وأي انذار لأمثال طلحة والزبير وبني أمية وبني معيط وأضرابهم [1] . وقد بلغ ما أعطاه فقط لخمسة عشر نفر من بيت مال المسلمين ما يساوي : ( 4310000 ) دينار و ( 126770000 ) درهم ، أعني أربعة ملايين وثلاثمئة وعشرة آلاف دينار ، ومئة وستة وعشرين مليوناً وسبعمئة وسبعون ألف درهم . تلك بعض النقود التي عرفت من عطاياه للحكم وأولاده وابن أبي سرح ، وأبي سفيان ، والوليد ، ويعلى بن أمية ، وزيد بن ثابت ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص . وأما ما أخذه لنفسه فأكثر ، وهناك المضاعفات وعشرات المضاعفات التي لم تذكر ، وهناك الممتلكات والعقارات والضياع من الصدقات والخمس والفيء ، أمثال فدك وغيرها ، المغصوبة سواء من آل البيت ( عليهم السلام ) ، أو مما يخص جميع المسلمين ، وكلها قسمت بين صفوته وخاصته . في حين أن هناك من صفوة الصحابة وخيرتهم وأقرب الناس من آل بيت الرسالة ( عليهم السلام ) لا يصلهم شيء بل يغصب حقهم ، ومن هو أقرب من علي ( عليه السلام ) وبنيه ، والصحابة ، أمثال أبو ذر وعمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود الذين سيأتي ذكرهم ، وأمثالهم . عدى أنهم يعيشون في أضيق العيش ، لحرمانهم من الخمس والزكاة ، بل يضاف لذلك اهانتهم وضربهم وسلب ما عندهم .
[1] راجع بذلك الغدير للعلامة عبد الحسين أحمد الأميني 8 : 286 .