يعيش عيشة الملوك ويفكر تفكير السلاطين الجبابرة ، ولا يصغي إلى نصح الأتقياء والأولياء أمثال الإمام علي ( عليه السلام ) ، ولا للصحابة البررة ، وما أشد غضبه على من يعضه ويذكره باللّه والرسول ( صلى الله عليه وآله ) والكتاب والسنّة ، من كان ، ومهما كان . وأما ما جمعه من تلك الأموال والحلي لنفسه فلا يمكن حسابه . ويوم قتل عثمان اختلفت الروايات فما خلّفه من كثرة الضياع والدور والحلي والأبنية والنقود من ذهب وفضة وابل ومواشي ومماليك وإماء . فقد قيل كان من أمواله التي نهبت منها عند خازنه فقط ثلاثون ألف ألف درهم ، وخمسون ألف درهم ( 30050000 ) درهم ، وخمسون ومئة ألف دينار ( 150000 ) دينار ، وألف بعير وما يساوي من الصدقات في براديس وخيبر ووادي القرى بقيمة مئتي ألف دينار ، وكان له ألف مملوك . راجع بذلك أنساب البلاذري ج 3 ص 4 ، وابن سعد في طبقاته ج 3 ص 53 ، ومروج الذهب للمسعودي ج 1 ص 433 ، والذهبي في دول الاسلام ج 1 ص 13 ، والاستيعاب في ترجمة عثمان ج 2 ص 476 ، والصواعق المحرقة ص 68 ، والسيرة الحلبية ص 87 . وما كان يتحاشا من لبس أثمن اللباس من الخز والبرد . وما أحلى كلمة الإمام علي ( عليه السلام ) في خطبته الشقشقية وكلام الملوك ، ملوك الكلام . والكلام صفة المتكلم . وكم هو البون الشاسع في كلمات عثمان المارة : ( هذا مال اللّه أعطيه من شئت وأمنعه عمن شئت ، فأرغم اللّه أنف من رغم أو وإن رغمت أنوف أقوام ) فيجيبه علي : « إذن نمنع من ذلك ويحال بينك وبينه » . وقد صدق أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) حين نهبت أمواله بعد مقتله فما أغنت عنه . وقول الإمام علي ( عليه السلام ) في عثمان في خطبته الشقشقية : « قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضمة الإبل نبتة