responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 110


بمن هم ألد خصوم الاسلام ، وأعدائهم الذين لم يألوا جهداً من تحطيم هذا الدين ؟ حتى اسلموا متظاهرين خوفاً وظلوا مشركين ومنافقين باطناً . وتشهد بذلك أقوالهم وأعمالهم وأفعالهم .
وهذا عثمان يتسلمها من عمر بعد أن تنبأ أنه سيدني بني معيط ، وأرغم المسلمين والصحابة وفي مقدمتهم أهل البيت ( عليهم السلام ) وهددهم بمعاوية الذي أشاد ملكه في الشام ، وابن العاص الذي أشاد ملكه في مصر ، أن ينبس علي ، وهو صاحب الحق ، أو غيره ، فقال : لا تختلفوا فمعاوية وابن العاص لكم بالمرصاد ، ومن أراد بهذا التهديد غير علي ؟ .
وهذا عبد الرحمن بن عوف يهدد علياً أن يبايع عثمان . وعلي لا تخفى عليه خافية ، وقد ذكر عبد الرحمن وبقية أعضاء الشورى بما سيحدث ، ولكن هيهات فمن عينه الخليفة عمر ، وهيهات أن يقوم لبني هاشم ما يرجون ، وهيهات أن ينال المسلمون والصحابة المقربون بغيتهم ، ويتخلصوا من الشباك التي نصبها لهم عمر .
وكان ما كان ووليها عثمان ، ولكن هذا عثمان غير أبي بكر وعمر اللذان لهما سياسة دنيوية محكمة ، فهما يعرفان كيف يحكمان الأمر ظاهراً بتقسيم المال ، وان سلبا آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) حقهم فقد قربا آل أمية وغيرهم من ألد أعدائهم ، وعرفا كيف يدنوان من الصحابة ممن ليسوا من ذوي الحل والعقد والقيل والقال مثل سلمان الفارسي ، ذلك المؤمن الفقير الذي يعرف الحقيقة بيد يقول أمام هذه العصابة : ما أنا وذا ، ولو شاء سيدي ( يعني علياً ) لقلب ذه على ذه . وهو يعرف وصية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وصبر علي ، ومثله عمار والمقداد وأبو ذر وأمثالهم ، فكان أبو بكر وعمر يكسران العظام من جهة ويجبران أُخرى ، يحافظان على الظواهر بالقسمة ويزيغان عن الحق بالحط من كرامة بني هاشم وسلب حقوقهم واطعام الصفوة من شيعتهم هم ، وايصال البقية لذوي الحقوق ، ولا يتظاهران بمخالفة النصوص

110

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست