2 - وإذا سألك اللّه وكيف قدمت إبل الصدقات للحارث نفسه ، وهي حقوق المسلمين من الفقراء والمساكين ماذا تقول لربك يوم المحشر وقد وقف المسلمون يطلبون منك القصاص ، أتستطيع أن تجيبهم كما أجبت خازن بيت المال الصحابي : أتأخذ عليّ إلاّ أني وصلت رحمي ! أكان ذلك حقك وملكك ؟ أم أنت أمين على هذا المال لتقسمه بين مستحقيه وقد خنت الأمانة ؟ وإذا كنت أخطأت فقد ذكّرك الصحابة ، وذكّرك سيد الصحابة بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) ، فهل أحجمت ؟ لا بل انك عاديت كل ناصح ، وأوجعت كل معترض ، وأسرفت أكثر فأكثر . راجع البلاذري ج 5 ص 28 . 3 - وماذا تقول للّه في يوم الجزاء وهو يسألك وما بالك تقدم للحارث وتقطعه ما تصدّق رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) من سوق جهروز ( أو نهروز ) على كافة المسلمين . أي صلة هذه لرحمك بظلمك للآخرين وسلب حقوقهم . كما جاء في معارف ابن قتيبة ص 84 ، ومحاضرات الراغب ج 2 ص 212 ، والعقد الفريد ج 2 ص 261 ، وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 67 ، والسيرة الحلبية ج 2 ص 87 . عثمان مع سعيد بن العاص ومن هو سعيد ؟ نعم هو سعيد بن سعيد بن العاص بن أميّة ، وهو شاب أرعن لا يقل رعونة وفسقاً عن سلفه الوليد ، وهذا الآخر على سر أبيه ، الذي قتل أباه وهو مشرك في حرب بدر على يد سيدنا إمام المتقين علي بن أبي طالب [1] ( عليه السلام ) . فكان من ألد أعداء الاسلام يبطن الكفر والنفاق ، ولطالما تجلى فيه عداءه لصحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأخص منهم البدريين ، وأخص منهم أمير المؤمنين علي
[1] راجع طبقات ابن سعد 1 : 185 طبعة مصر ، وأُسد الغابة لابن الأثير 2 : 310 .