من المسلمين أولئك الذين تحل عليهم الصدقات ، وقدمها باسم الرحم والقربة إلى خصوم الاسلام ، إلى من طردهم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) إلى الذين لعنهم ، إلى أولئك الذين أثبتوا عدائهم لدين الاسلام ونبي الاسلام ورجال الاسلام وأئمتهم وصحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) الفجرة المنافقين الفسقة الذين لا يرقبون إلاًّ ولا ذمة في سلب حقوق المسلمين المحتاجين . نعم وهب الأمير ما لا يملك ، وخان وغدر بحقوق المولّى عليهم يقدمها سائغة لهم ، وإذا اعترضوا عليه قال : وهل فعلت شيئاً إلاّ أني وصلت رحمي ، كلمة حق يراد بها باطل . أيها الجالس في مقر رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأيها السالب منصب خليفة رسول اللّه ، أتصل رحمك بسلب حقوق الفقراء والمساكين وابن السبيل ؟ أليست الصدقات للمساكين وللمحتاجين ؟ وأن تقسم قسمة عادلة ؟ وهل يجوز سلبها من ذويها باسم انك تريد أن تصل رحمك ؟ وإن كان من أبغض خلق اللّه للّه ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) لفسقهم بل لكفرهم ونفاقهم ، هل ذكروا اللّه باشباع جائع أو بر أو احسان ؟ أم انهم جمعوها وصرفوها في الموبقات ومحاربة المؤمنين وإقامة المنكرات . انك يا من جلست على منصة خليفة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ماذا تجيب اللّه يوم الحساب إذا سألك لماذا قدمت : 1 - من بيت مال المسلمين إلى الحارث ثلاثمئة ألف درهم ، أتقول للّه : أتنكر عليّ لأني وصلت رحمي . نعم هل وصلته من مالك الخاص ، وهل طلبت به القربى ، وحولك في أطراف البلاد الاسلامية من ذوي العوز الذين لهم حصة وجزء من هذا المال الذي غصبته وبترته من سهامهم . راجع أنساب البلاذري ج 5 ص 52 .