عثمان يخالف النص قال تعالى في سورة المائدة الآية ( 96 ) : ( وحرّم عليكم صيد البر ما دمتم حُرُماً ) . ولكن عثمان قدم له صيد وهو حرم في إحدى حجاته فأكل منه . جاء في لفظ لابن جرير : حج عثمان بن عفان فحج علي معه ، فأتى عثمان بلحم صيد صاده حلال ، فأكل منه ، ولم يأكله علي ، فقال عثمان : واللّه ما صدنا ولا أمرنا ولا أشرنا ، فقال علي : ( وحرّم عليكم صيد البر ما دمتم حُرُماً ) . وورد نفس المعنى بألفاظ متعددة عن الإمام أحمد بن حنبل ، عن عدة طرق باسناد صحيحة ، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل ، وعبد اللّه بن الحرت . وفي لفظ الإمام الشافعي ، وفي لفظ البيهقي ، كما أخرج ذلك الطبري من طريق صبيح بن عبد اللّه العبسي ، ويظهر من عثمان أنه رغم منع أجلّ الصحابة له من أكل الصيد وهو حرم فإنه كرر أكله . فقد أخرج سعيد بن منصور كما ذكره ابن حزم من طريق بسر بن سعيد قال : إن عثمان بن عفان كان يصاد له الوحش على الجنادل ثم يذبح فيأكله وهو محرم سنتين من خلافته ، ثم أن الزبير كلمه فقال : ما أدري ما هذا يصاد لنا ومن أجلنا ، لو تركناه ، فتركه . وإني أترك للقارئ الكريم أن يوجه عمل الخليفة هذا أمام النص ، فاما أن يكون جاهلاً به وعلى الخليفة أن يكون أفقه الأمة ، ولكنه رغم اعتراض أجلّ الصحابة مثل الإمام علي وردعه فإنه كان يكرر ذلك . وإنه كان يقابل الإمام بكلمات قاسية ، كقوله له : انك كثير الخلاف علينا . فكيف نفسر له فعله واصراره واعراضه أمام النص ، وأمام أعلم الأمة ووصي رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وباب مدينة علمه ؟ .