الدلائل الداحضة على أن عثمان غيّر وبدّل : 1 - اعترافاته : وبعد أن اعترف عثمان على أنه أحدث وتاب ونكث واعترف بمظالمه وانه لا يقوى على القصاص ، واعترف بقتل الأبرياء والنصحاء وأبى تسليم المجرمين المتلاعبين والآمرين بلسانه بقتل الأبرياء ، مثل مروان ، وأبى تسليم غلامه الذي قتل الصحابي الذي جاء ينصحه . 2 - بطانته ومستشاريه ، أمثال مروان والحكم وأبي سفيان ومعاوية وسعداً وعبد اللّه بن أبي سرح والوليد واضرابهم . 3 - مناوأة أفراد الشورى الذين انتخبوه لعبد الرحمن بن عوف حينما اقسم أنه لا يكلمه ، وقوله لعلي : إن شئت فخذ سيفك آخذ سيفي أنه قد خالف قوله أشد من ذلك : عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه . وعبد الرحمن أقرب الناس إليه وصهره ولم يأل جهداً في مده بالمال . وقول سعد بن أبي وقاص معترفاً على نفسه بخذلانه وهو صهر عبد الرحمن ، وهما اللذان ارغما المسلمين على قبول خلافته ، وقد شرحنا ذلك مفصلاً في كتابنا الرابع من الموسوعة ، عند الحديث عن الشورى ، هذا سعد يقول في جواب من يسأله : من قتل عثمان ، قوله : « قتل بسيف سلته عائشة وصقله طلحة وسمّه ابن أبي طالب ، وسكت الزبير وأشار بيده ، وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعنا عنه » . فسعداً هو وصاحبه عبد الرحمن كانا السبب لانتخابه وحقاً كان في مقدمة الخاذلين له . وأما طلحة والزبير وهما من أعضاء الشورى فكان طلحة أشد الناس على عثمان في التحريض عليه وحصاره ، ومنع الماء عنه حتى قتله . والزبير عضد طلحة وأم المؤمنين عائشة الذي على حد قول سعد سكت وأشار بيد وهو يقول اقيلوه فقد بدل دينكم .