وأما سيد العترة الطاهرة بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ووصي رسول اللّه حقاً بل نفسه وولي هذه الأمة المغصوب حقه ، والذي جعله عمر أحد أعضاء الشورى الزاماً واكراهاً تقليلاً من قدره ، وترفيعاً للآخرين كي يكونوا بعدها خصوماً وانداداً فهو راجعه في خطبته الشقشقية لنرى حد تأثره من أعمال عثمان . وشهادة الخليفة الثاني عليه أنه سوف يغير ويبدل وانه سيكون خليفة ، ولكنه يقتل لتوليه بني أمية على رقاب الناس . ونرى تفصيله في كتاب عمر في فصل الشورى . وشهادة عثمان على أن المهاجرين والأنصار بل كافة أهل المدينة قد كفروا ، فهي شهادة منه أن جميع الأمة وأخص أقطابها الذين في عاصمة الاسلام أفتوا بخروجه عن كتاب اللّه وسنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) وأفتوا بنزعه ومحاربته وقتله . وهذه أمهات المؤمنين عدى حبيبة بنت أبي سفيان الأموية وفي مقدمتهن عائشة تفتي بقتله . والحقيقة اننا إن أعطينا الحق لعثمان فقد كفرنا بجميع الصحابة العدول ، صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) من المهاجرين والأنصار البدريين وغير البدريين والتابعين وجميع المسلمين في مغارب الأرض ومشارقها ، وهذا ما لا يمكن قوله ، وقد أطبقت الأمة ، حتى بني أمية ان من خالفه خير ممن وافقه ، وإذا أردنا درج أفراد الصحابة والمسلمين فرداً فرداً لضاق بنا هذا الكتاب ولكنا نستطيع أن نلفت نظر القارئ الكريم للنبذة التي ذكرناها من المراجع ليرى أن هناك فقط أربعة من الصحابة الذين وافقوه ، ذكرناهم وكل منهم مطعون فيه ، كما مر ، مما يدل أن بين الأمة لا يوجد من يخالف سوى بني أمية وهؤلاء ومن دخل في حاشيته من بيت المال وابتز أموال المسلمين ، ومن تملكهم عثمان نفسه ، ومماليك بني أمية وكل منهم مطعون فيه ، وفي ايمانه وسلوكه . ولقد كان سلوكه مع خيار الصحابة مثل أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر