وترى عند مطالعتك التاريخ الاسلامي ، أن الفرقة والمحنة بدأت منذ أن توفي رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) واغتصبت الخلافة من آل بيت المصطفى ، وضع أساس الظلم والخروج عن الصراط السوي وتقلد الحكم بيد جماعة غاصبين تلاقفوها ووضعوا أسسها وضعاً بدلوا فيه نوايا نبيها العظيم وروح الدين الحنيف . وما أجمل ما جاء مختصراً في خطبة سيدة نساء العالمين على المهاجرين والأنصار وبمجلس أبي بكر وعمر ، وبعدها الخطبة الشقشقية للإمام علي ( عليه السلام ) بيد أن البذرة أتت أكلها بقتل عثمان وبلغت أوجها في عهد معاوية وآل الحكم . تلك سيرة عثمان الواقعية وسبب قتله ، بيد لما وقع الأمر بيد آل أمية شوهوا كل الوقائع المخزية الخاصة به ولصالحه وعطفوا إلى قبلها للخليفتين اللذان تبنوا أقدام آل أمية ومستقبلهم شكراً وامتناناً لجميلهم ، وتدليلاً لهم بالفضل واعلان كل سيئة لهم بحسنة . وبعدها عادوا لوضع الروايات وتحريف الأخبار وتزييف الحقائق وتحويل شنائعهم إلى فضائل ، وكالوا لآل بيت الرسالة وذرية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والصحابة المقربين ما شاءوا من الدس والتدليس بغية تصغير قدرهم وتحقير مقامهم ومحو كراماتهم . وجاء بعدهم بنو العباس الذين أبادوهم ، فلم يجدوا سبيل لتحكيم اقدامهم إلاّ باتباع آثارهم وإدامة الظلم لآل علي وآل فاطمة واعلاء شأن الخليفة الأول والثاني والثالث ، وحذار ان يطلب العلويون بإمامتهم المغصوبة وهم الذين لم يدركوا ما أدركوا إلاّ باعلان مظلومية آل علي من قبل وتقربهم لآل بيت الرسالة . يوم الدار وقتل عثمان : أخرج الطبري عن طريق حسين بن عيسى عن أبيه قال :