بالمصريين والصحابة ، وعدم تسليمه غلامه المحاصر عندما أراد صحابي عظيم درء الخطر عنه فرماه وقتله ، وأبى من تسليمه لإقامة الحد عليه ، واستمراره بالخطيئة لتحشيد الجيوش وطلب المدد من عماله وولاته ، وتكفيره خيرة الصحابة ، بل أهل المدينة قاطبة الطالبين للاصلاح . هذه جميعاً مساوئه التي أدت إلى قتله من قبل كافة المسلمين واجماعهم على ذلك . وترى عند مطالعة كتابه لمعاوية كيف أن عثمان أرسل له رسالة يستنجده ليرسل له المدد قائلاً : إن أهل المدينة كفروا ، ونرى هنا كيف أن عثمان يوجه الكفر إلى أقطاب المسلمين وخيرة الصحابة من المهاجرين والأنصار والبدريين والعشرة المبشرة وأعضاء الشورى لمن ؟ إلى أحد الطلقاء ، إلى أحد أعداء المسلمين يوم كان في الأحزاب يطلب منه أن يمده بالعدة والعدد للقضاء على هذه النخبة المختارة من أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) لمحض أنهم يرشدوه ويدلون إليه بالنصائح لإقامة حدود اللّه وسنّة نبيه ويناشدوه العدالة في تقسيم الأموال والحد من القسوة والظلم وتقريب الصلحاء وابعاد العصبة الباغية الفاجرة من آل أمية عن الحكم وعن المشورة وعن التلاعب بمقدرات المسلمين . كل هذه تدل أن الأمة الاسلامية أجمعت على عثمان من كبيرها وصغيرها بعد أن ظلمهم واضطهدهم جميعاً فوجهوا له الخروج عن أصول الكتاب وأحكامه ومبادئ الاسلام وسنن رسوله وغيّر وبدّل فأقر وتاب ، وعاد ونكث وظلم وشدد ، ولم يأل جهداً من توجيه وكيل التهم للأفراد أولاً ثم عاد واتهم أقطاب الأمة وخيار الصحابة بالكفر ، وحاول قمعهم ، وحاولوا عزله فأبى فحكموا جميعاً على محاربته حتى القتل ، وفعلوا مستأصلين ، حتى قضي عليه ، بيد بقيت بذور الفساد وبذور الشر التي زرعها وسقاها الشيطان بالفتن والحسد والأحقاد كما رأيت