حتى اجمعوا أنه ممن يحارب المسلمين ويقيم الفساد والمنكر ، ويأبى الصلاح والمعروف ، ولا بد بعد ذلك ممن يحارب اللّه ورسوله ويفشي في الأرض الفساد إلاّ قتله وابعاده ، ففعلوا ، وقد جاء بأمر الشورى وبرغم اجماع الأمة ، وراح باجماعهم . 9 - عائشة : عائشة : أم المؤمنين وبنت أبي بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول ، وهي التي اطرت عثمان أوائل خلافته بعدة روايات وصعدت به إلى القمة بحيث قدمته في كراماته وقربه من اللّه ورسوله لدرجة فاق بها أباها الخليفة الأول ، وعمر بن الخطاب الخليفة الثاني ، بيد نراها تنقلب عليه تدريجياً وبلغت أشدها أواخر أيامه ، وقد وجدت لذلك علل وأسباب أهمها : انها كانت ترأس حزباً قوياً من النساء في عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وتقيم الفتن والقلاقل بدرجة في عهده ، وستأتيك كثير من أحداثها في الكتاب الذي يلي هذا ، في حرب الجمل ، وكان لها أحداث وأفعال مع رسول اللّه ، كادت أن تجر أمرها إلى الفرقة ، وكثيراً ما توسط أبوها دفعاً لشرها وقطعاً لدابر كيدها فانبها سراً وأمام رسول اللّه حتى لضربها مرة ، وهي تتطاول على مقام الرسالة وتطعن بمقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) حينما تقول له : أعدل أو قل الحق ، وإذا ما تصفحت القرآن والآيات النازلة في نساء النبي والأوامر الصارمة على أن يقرن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية ، والوصايا لهن من الابتعاد من الحوار مع الرجال ، ومن الرجال من الدنو لهن والسؤال إلاّ من وراء الحجاب وأخص منها ما جاء في سورة الأحزاب وأخص منها الآية ( 30 ) و ( 31 ) قوله تعالى : ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على اللّه يسيرا ) . ( ومن يقنت منكن للّه ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها