الصحابة وفي مقدمتهم الإمام علي وهو الذي قال فيه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : « أقضاكم علي » . و « علي مع الحق والحق مع علي » . « أنا مدينة العلم وعلي بابها » .
وقد مرت أسناد ذلك في الكتاب الأول والثاني .
وما طرق ذلك سماع أمير المؤمنين علياً في حكم عثمان في عبيد اللّه الذي قتل ثلاثة مسلمين أبرياء حتى قال : « سبحان اللّه لقد بدأها عثمان . أيعفو عن حق امرئ ليس بواليه ! تاللّه إن هذا لهو العجب » ، أخرجه عوانة في كتاب الشورى والجوهري في كتاب زيادات السقيفة عن الشعبي .
مخالفته للنص في الجنابة أخرج البخاري في ج 1 ص 109 في صحيحه : سُئل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل . فقال : ليس عليه غسل . ثم قال : سمعته من رسول اللّه . ونسب القول أيضاً مؤيداً بالإمام علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد اللّه والزبير ابن العوام وأبي بن كعب .
واختصر مسلم في صحيحه ج 1 ص 142 أن زيد بن خالد الجهني أخبر عطاء ابن يسار أنه سأل عثمان بن عفان : أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْنِ ؟ قال عثمان : يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره . قال عثمان : سمعته من رسول اللّه .
وقد مر ذكر ذلك في كتاب عمر الذي وقع في نفس المأزق وسأل عائشة فقالت : بوجوب الغسل باعتباره جنابة . وما نسب للإمام علي على اسناد رأي عثمان فمكذوب عليه ، وقد مرت دلائل ذلك في كتاب عمر الذي وقع بنفس المأزق . وقد كان الإمام علي رد عمر عن رأيه ذلك .
والحقيقة أن ذلك يقوم على نص الآية ( 43 ) من سورة النساء : ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلاّ عابري سبيل حتى تغتسلوا ) .

22