راجع بذلك ابن قتيبة ، وعندما تتحقق الأمر تجد أن من كتب الكتاب انما هو مروان بعلم منه ، وهم إنما يريدون وينتظرون إمداداً لولاة من آل أمية للوقيعة بالصحابة والمؤمنين . ولذا نرى ابن عباس وهو يسمع رسالة عثمان كما سمعها المسلمون لم ينبس أحدهم بكلمة معونة لعثمان ، بل يزداد حنق الجميع لما وجدوا تحت هذه الكلمات من الغدر والخيانة والكذب والمراء والبهتان . وانظر إلى كتابه لمعاوية بن أبي سفيان ، قوله : أما بعد ، فان أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة ، فابعث إليّ من قبلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول . راجع تاريخ الطبري والأنساب للبلاذري ، وعندها ترى أن عثمان يتهم جميع المهاجرين والأنصار والصحابة والمؤمنين دون استثناء بالكفر ويتظلم إلى الطليق الفاجر الكافر ابن أبي سفيان لينقذه ويهلك الصلحاء والأتقياء لإدامة ملك بني أمية . فخسر بذلك الدنيا وعند اللّه حسابه يوم الجزاء لما فعل بني أمية بعده من الفضائع والمجازر . كما كتب نفس كتابه المرسل لمعاوية إلى عبد اللّه بن عامر بن كريز في البصرة . 7 - عمرو بن العاص : عمرو بن العاص هو من الصحابة الذين برهنوا أنهم رجال انتهازيون متلونون حسب الظروف ، وعلى حد قول رجال اليوم إنه رجل سياسي ، لا رجل دين ويكيف نفسه حسب الظروف ، وليس الذين عنده سوى مطية لبلوغ أهدافه ومراميه ، فهو إن وجد من يحاسبه كيّف نفسه بالشكل واللون الذي يسترضي أميره ، وكيفما كان هذا الأمير صادق اللهجة ، أو متظاهراً أو منافقاً أو فاجراً . فقد عيّنه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على ولاية مصر ، وكان ابن العاص من الأذكياء الذين يعرف عمر حق المعرفة ويدرك أهدافه ومراميه وميوله ،